الشاعر عفيف يسودن"الهايكو" في منتدى حروف بالدوحة
23 /2/ 2008/الدوحة ، مدينة لا تعرف التثاؤب ، يغشاها المضيئون من الأدباء والمثقفين ، والفنانين ، وكما كان يناير للاستقلال وعشق الوطن ، حيث غرد سرب الشعراء( هاشم صديق- أزهري محمد علي - فضيلي جماع - الدكتورة ناهد محمد الحسن) ، كان فبراير وهو يلملم إطرافه ، موعدا لاستضافة الشاعر عفيف إسماعيل ، وحول وجهته المهندس معتصم الطاهر الى الدوحة ثم بانكوك إلى بيرث في استراليا حيث يقيم هذا الطائر المهاجر .عفيف نشط حضور السودانيين وأحال شتاء الدوحة ،الذي تلفحة موجة برد،إلى دفء الكلمة ، وأجواء الشعر الجميل ، وتداعت ذكرياته ، هو ومعتصم الطاهر ، عن منتدى الحصاحيصا الأدبي ، هنا تلخيص لما جرى في منتدى حروف بمركز أصدقاء البيئة الذي يديره عادل التجاني ، أيضا جمع المهندس معتصم الطاهر الأصدقاء في بيته العامر يوم الجمعة ، وهنا سياحة بالقلم، وهو ماستنشره الصحافة القطرية .
عفيف يسودن"الهايكو" مستلهما الحكمة والمثل
اثار الشاعر السوداني عفيف اسماعيل ، المقيم في استراليا، جدلا كثيفا ، حول تجربته في الشعر،إذ سار على درب الشاعر الامريكي عزرا باوند الذي امرك "الهايكو" ، وهو اسلوب ياباني في كتابة الشعر ، من خصائصه تكثيف اللغة ، وحشد المعاني ، واحكام الصياغة. وفي امسية شعرية مساء الجمعة استضافها منتدى حروف بمركز اصدقاء البيئة ، قدم عفيف اضاءات حول تجربته الشعرية ، والتي تقارب النثر او القصة القصيرة ,وتشابه "الهايكو" ، لكنه يجزم إن اثره منبعه الحكم والامثال الشعبية ، والتراث السوداني الزاخر بالتنوع والتعدد الثقافي ، كما ان هذه التجربة تقترب من تجارب ثقافات اسيوية ومن بينها "الهايكو" لانه معني بالتجسير الثقافي بين الشعوب . ويوضح الناقد والصحافي محمد الربيع ، ان الشرق الاقصى مترع بارث تقافي ضارب الجذور ، حيث تتجلى الحكمة والاديان ، وكل ذلك رفد يرفد "الهايكو" [ بمعاني عميقة ، وهو يحشد المعاني ويقتصد اللغة بحميمة مشيرا الى ان الشاعر الامريكي عزرا باوند في ستينيات القرن الماضي امرك"الهايكو" بترجمته الى الانجليزية ، وهي تجربة تنبثق من "ايدلوجيا العبور" حيث تهريب الملامح والهويات الى الاجناس الثقافية ، وهي بذلك تلغي الحدود في عالم واحد متعدد الاصوات والثقافات . واورد الربيع نموذج الشاعر صلاح احمد ابراهيم في "غضبة الهبباي": "الارض وماء النيل هنالك .. ومع ذلك .. مع ذلك " .
عفيف ، شاعر ، وكاتب ، ومسرحي ، ومصور فوتوغرافي ، شكلته بيئة تعشق الشعر ، وفي مسقط راسه الحصاحيصا ، طرقت اذنه اصوات متعددة وتعكس تنوع بيئته ، كتب الشعر بكافة اشكاله ، حيث بدا بشعر التفعلة ، وكتب القصيدة النثرية ، وكان ركنا من اركان منتدى الحصاحيصا الادبي بجانب الشعراء ازهري محمد علي ، معتصم الطاهر ، طلال دفع الله ، وهاجر الى استراليا ، وهو الناشط الثقافي ، والمهجس بالتجسير الثقافي ، والعزلة الايجابية ، وهو متفرغا للكتابة ، وساعده في ذلك المناخ الحر في استراليا واحترام حقوق الانسان وادماج المهاجرين ، واحترام الدولة للابداع والمبدعين ، فوجد مناخا استطاع من خلاله ان يندمج في البيئة الثقافية بل ان يترشح لاكبر جائزة ثقافية "جائزة "كبت دنتون" التي اطلقها الاذاعي اندرو عام 1997لتخليد ذكرى والده ، وتنافس حولها 500 كاتب ، وكان عفيف ضمن القائمة القصير التي حوت 13 كاتبا وكان المهاجر الوحيد.
وقدم الشاعر معتصم الطاهر ، افادة مهمة حولة تجربة عفيف الشعرية الموغلة في المحلية والتي تستلهم البيئة والتعدد الثقافي وهموم الناس وهي تجربة نقلته الى العالمية في استراليا وفي عواصم اخرى منها القاهرة ، ودور منتدى الحصاحيصا الادبي ، الذي قدم الاديب محسن خالد عام 1992 ،وابان الطاهر ، ان المنتدى كان بمثابة معمل لدراسة الانتاج الشعري قبل ان يخرج للجمهور ، ويتم نقد اي نص يقدمه شعراء المنتدى ، وهو ما ساهم في انتاج نصوص جيدة ، وامتدت هذا التجربة لتنتقل الى ناديي الشبيبة والاهلي ، ثم مجموعة "حنظلة" ، وايضا الى منتدى البشير الريح في الخرطوم .
انتج الشعار عفيف" انه طائرك ، رهان الصلصال، فخاخ ..ثمة اثر " ، وواجه ايضا الاختلاف من المتلقين حول اسلوبه هل هو شعر أ نثر ، سرد ،قصة قصيرة ، وهل تتدخل كل تلك الاجناس في صورة شعرية . ويوضح عفيف انه كتب الشعر بالتفعلة ونثرا ، واستلهم الامثال والحكم في دواوينه ، مستفيدا من "الهايكو" ، ويعتمد تكثيف اللغة . كما قدم الربيع مداخلة وضح طبيعة الاجناس الادبية والتداخل بينها مشتهدا بقول ادونيس عن قصيدة النثر ، اذا انها لم تعد كيمياء لفظية في حدود اللغة ولكنها تجمع كل المعاني . وهناك ايضا "ايدولوجيا العبور" في تهريب الملامح والهويات وهذا مايتضح في اسلوب" الهايكو" . وتتبدى في تجربة عفيف تكثيف اللغة ، واستخدام الامثال ، بكل مايعني من احكام الصياغة ، والقدرة على النفاذ في الثقافة الشفاهية ، وهو اسلوب ما قل ودل .
ويقر عفيف بان معلمه الاول هو ماركيز ، !ذ لابد للكاتب ان تظل اصابعه ساخنة ، وهذا مايدفعة للمران والتفرغ للكتابة باحترافية ولم يكتف عفيف بالوقوف عند عبارة ماركيز" عليك ان تقول للذين تحبهم .. انك تحبهم قبل فوات الاوان" ..بل اضاف " احبهم بلا حدود" . ويكز عفيف على التواصل مع الكتاب والادباء في غرب استراليا ومن بينهم بيتر جيفري وبروفيسور دينس هيسكل وروس بولتر وقد التقى بعضهم . وانجز مع وليم فلايف وبيلا جوزيف "التخليق الابداعي" في ترجمة نصوصه العربية حرفيا ، ومن ثم ترجمة حرفية لهدم حاجز اللغة .
الاستاذ عادل التجاني ، مدير مركز اصدقاء البيئة ، تحدث عن تجربة منتدى حروف – نسخة الدوحة ، وهو امتداد لتجربة ناجحة تحمل نفس الاسم انطلقت عام 1986 في امدرمان بمبادرة من : الدكتور الماحي سليمان – الدكتور ابوقرون عبد الله ابوقرون – التجاني الحاج موسى – يوسف حسن صديق – بشى سليمان – عادل التيجاني- حسن كلس . وباشر المتدى انطلاقة جديدة من الدوحة وتحت مظلة اصدقاء البيئة باهداف جديدة
.
قدم عفيف قراءات لنصوصه هنا بعضها :
(1)
جائزة
حينما اعلنت مملكة النمل عن جائزة المجهود الوافر
تقدمت نملة صغيرة ووقفت على رجليها الخلفيتين ،
انحنت مرات، ثم استقامت امام مكبر الصوت وعدسات المصورين
وهي تلوح بالكأس وقالت :
- لوعرفت أين يكمن مركز ثقل الفيل ، لحملته بفمي هكذا
كبالون على انف مهرج !!
تعالى الصخب والصفير والتصفيق من صويحباتها
فأشارات لهم هدوءا ، والتفتت صوب الملكة واردفت :
فقط لو تكرمت مولاتي المتوجة تخبريني اين يمكن ان نخزنه
للشتاء القادم ؟
(2)
محارب
الجندي
الذي يحارب
في معركة لا اعداء فيها
يحاول قدر المستطاع
ان يحرس ببندقيته
عمره!
(3)
جبهة متحدة !
في دول العالم الثالث
دائما يلتقون
من اليسار
واليمين
والوسط
في غابة او قاعة او فندق
يؤسسون جبهة متحدة لانقاذ الوطن من الطغمة الحاكمة
يتفقون على برامج مستدامة لدولتهم القادمة
(4)
دارفور
إن شاهدت ، وانت مسبل العينين على شاشات العالم
ساسة مترفين
امميين
ومحليين
ومستعربين
يتقاسمون ملفا ينز دما
وديدانا
وقيحا
تأكد بانهم
لاشئ
لاشئ
لاشئ
سوف يفعلون !!
إن قرأت قصيدة شاعر حداثي في القرن الحادي والعشرين
فرت كل قواميس اللغة منه
وصارت مخيلته لاترى غير صحراء
(5)
شتات
تخبز للصحو اغنياته الطرية
ولا تتذكر كوابيس ليلتها المسيجة بالفخاخ
والجوارح
تمضي
إلى
ظهيرتها
لا تعرف لذة منامات القيلولة
تشم باجنحتها المدارات
في المساء
تعود الطيور اليتمة
وتحصي كم نهار مضى
وآخر لم يات
ثم
تنام مثلي تحلم بالجهات.
(6)
عوالم
ترى
اين
كان
يختبئ
كل
هذا
البحر
قبل
ان
يصير
بحرا ؟!
• ما هو الهايكو؟
واحد من أهم أشكال كتابة الشعر الياباني.
دائما ما أختلط على الناس مصطلحات Haiku, Hokku , Haikai
و (هوكو) حرفيا تعني مستهل القصيدة و بداية تسلسلها, إذا كان المستهل أطول يسمى حينها بال (هايكا) و الفرق أن الهوكو يؤسس لنغمة باقي القصيدة كما أنه ممكنا للشاعر أن يكتب (هوكو) فقط دون إكمال القصيدة.
الهايكو الياباني بدرجة كبيرة مدين لجهود Masaoka Shiki الذي أسس لإستقلاليته و لمنحه رسميا في 1890 مصطلح هايكو. و هذا الشكل الجديد يكتب و يقرأ مستقلا كقصيدة كاملة, مثله مثل القصائد الأطول بالرغم من شدة قصره إلا أن كثافة النص تمنحه شعرية عالية تجعله لا يقل عن أي قصيدة طويلة.
إذن لم يبدأ الهايكو كشكل منفصل لكتابة الشعر إلا في أواخر القرن التاسع عشر. و ما كتب قبل ذلك يمكننا أن نميزه بتسميته الهايكو التقليدي و ما بعده بالهايكو الحديث.
ويبدأ تأريخ الهايكو الحديث في 1892 بأعلان Masaoka Shiki
*كيف يكتب الهايكو ؟
لن نناقش هنا كيفية كتابته باليابانية لوضوح هذا الأمر و لنسبية اللغة, أما عند كتاباته بلغات أخرى فليس هناك قاعدة واضحة غير أن على الكاتب مراعاة بعض الأساسيات التي سنتطرق لها بالحديث.
*عن ماذا نكتب ?
تتناول قصائد الهايكو تقريبا كل المواضيع بطريقة بسيطة إلى حد البساطة لدرجة أن الناس قد يظنون أنها معقدة. و أشهر قصائد الهايكو تحكي عن تفاصيل و حالات يومية لكن من زاوية جديدة تجعل الحالة جديدة تماما على المتلقي.
* تقنية التقطيع في الهايكو
تقطع قصيدة الهايكو إلى جزئين , و يكون بينهما حيز خيالي يترك للمتلقي. على أن يكون المقطعين إلى درجة ما مستقلين عن بعضيهما البعض. و أن يكونا متصلين بحيث يغذي كل الواحد فهم الآخر. لعمل هذا القطع بالعربية علينا أن ننهي أحد المقطعين بنقطتي تنصيص : أو بشرطة -
* المنهج الفصولي أو توضيح الزمن في الهايكو
تحتوي قصيدة الهايكو دائما على kigo أو كلمة فصلية توضح في أي الفصول رأى الشاعر الهايكو . على سبيل المثال (الأزهار) أو (الكرز) تذكر للدلالة على الربيع, (الجليد) للدلالة على الشتاء أو (الباعوض) للدلالة على الصيف. لكن الكلمة الفصلية لا تكون عادة بهذه المباشرة.
علينا أن ننتبه لأن قصائد الهايكو كتبت تحت ظروف مختلفة و تمت ترجمتها للغات عديدة لهذا أحيانا لا يتقيد المترجم بالقواعد كلها إذا رأى ذلك مؤثرا على شاعرية النص .
لمن سيكتب الهايكو السوداني أنصح بأن عليه مراعاة هذه القواعد
فهذا هو التحدي و المتعة في الهايكو.
نماذج للهايكو
Akutagawa, Ryunosuke.1892-1927
ضفدعة خضراء-
أجسدك أيضا
جديد الطلاء؟
Basho, Matsuo. 1644-1694
أول الجليد-
كاف لحني أوراق الشجر
• مداخلة (fadlabi) في سودانيز اونلاين
الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010
السبت، 27 نوفمبر 2010
مذكرة العدل والمساواة الى وساطة سلام دارفور (توثيق)
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة العدل و المساواة السودانية
Justice & Equality Movement Sudan (JEM)
www.sudanjem.com
info@sudanjem.com
إصلاحات مطلوبة لتفعيل منبر الدوحة
1 - الوساطة في حاجة إلى منهج واضح و خارطة للطريق:
المنبر في حاجة ماسّة إلى منهج واضح متفق عليه لإدراة المفاوضات بما في ذلك أسلوب التواصل مع أطراف التفاوض، و الحصول على مواقفهم التفاوضية، و ردودهم على مقترحات الوساطة أو الطرف الآخر، واللقاءات المباشرة التي يعرض فيها الأطراف مواقفهم التفاوضية في حضور المسهّلين و المراقبين الإقليميين و الدوليين، بجانب لجان متخصصة تمدّ الأطراف بالرأي الفني السديد. كما أن المنبر في حاجة إلى خارطة للطريق واضحة المعالم تعين على الوصول إلى اتفاق سلام شامل و عادل. بيد أنه من الضروري ألاّ تكون هذه الخارطة إملاءً من طرف أو مقيدة بآماد زمنية خاصة باتفاق آخر.
2- ترفض الحركة المشاركة في مفاوضات متوازية متزامنة:
قدّمت حركة العدل و المساواة السودانية، من قبل، إلى الوساطة المشتركة ورقة بيّنت فيها أسبابها لرفض المشاركة في مفاوضات متوازية متزامنة في ذات المنبر و تحت إشراف ذات الوسيط. و الحركة عند موقفها، و لا ترى إمكانية لمشاركتها في مفاوضات من هذه الشاكلة لما فيها من إضرار واضحة بقضيتها. و هذا لا يعني أن الحركة تسعى لإقصاء الآخرين، أو تريد الحؤولة بين الحكومة و بين من تريد مفاوضتهم. فقد بادرت الحركة بطرح أكثر من مشروع و صيغة لتوحيد المقاومة، أو جمعها في تحالف عريض يمكنها من الدخول إلى المفاوضات بوفد واحد، و موقف تفاوضي واحد، و مرجعية واحدة. و قد أوشكت هذه المساعي أن تؤتي أكلها، و تبشّر الحركة الوساطة المشتركة بأنها ستعود إلى المنبر – إن تمّ الاتفاق على ذلك - في معيّة حشد عريض من فصائل المقاومة تحت مظلة واحدة جامعة تقينا شرور المحادثات المتزامنة المتوازية. و رفض الحركة للمفاوضات المتوازية لا تقتصر على نهج التفاوض و لكن تشمل ملكية الاتفاق أيضاً. فالاتفاق الذي تصبو إليه الحركة اتفاق بين طرفين يلتزم كل منهما بما يليه و فق جدول زمني معلوم و مسئوليات محددة، و ليس دفتراً للزيارات يمهره كل من شاء بتوقيعه و يصير بذلك جزءاً منه و يضيع دم الاتفاق بين قبائل الموقعين.
3- ضرورة توسيع التفويض:
حركة العدل و المساواة السودانية حركة قومية لها وجود في عدد من أقاليم السودان مع تركيز كبير في دارفور و كردفان، و الوصول إلى اتفاق سلام شامل يحول دون عودة الإحتراب في دارفور أو كردفان أو أي إقليم آخر من أقاليم السودان، يتطلّب تفويضاً مرناً وواسعاً يمكّن الوساطة من مخاطبة جذور المشكلة، و سبر غورها، لتحكم على مواقف الأطراف، و تقدّم النّصح المناسب. و المطّلع على تقرير لجنة حكماء إفريقيا برئاسة الرئيس ثامبو أمبيكي، الذي بيّن بدقّة أن مشكلة السودان تكمن في طريقة إدارة البلاد من المركز، يستيقن أنه لا يمكن حلّ قضية السودان في دارفور دون معالجة مسبباتها في المركز، و هي ذات الأسباب التي أدّت إلى نشوب الحروب في كل أركان السودان، و ستكون سبباً للمزيد من الحروب ما لم يتمّ التعامل معها بالعمق المطلوب. فالحل الشامل القائم على معايير يصلح تطبيقها في كل الأقاليم يتطلب تفويضاً شاملاً و مرناً للوساطة.
4- الفصل بين دور الدولة المضيفة و مهمة الوساطة:
ليس المقصود بهذا المطلب أن تبتعد دولة قطر من الوساطة؛ فدورها أساسي و لا يسعى أحد مطلقاً لتجاوزها. و لكن المطلوب أن تكون دولة قطر على مسافة متساوية بين أطراف النزاع، و أن تضع نفسها مكان القاضي الذي يتحاكم إليه الناس، و ألاّ تحكم على طرف انطلاقاً من رؤى أطراف دولية أو إقليمية أو مواقف دول جوار. نريدها أن تحكم علينا بمواقفنا و رؤآنا و أعمالنا بعيداً عن الأحكام التي تصدرها في حقّنا أطراف أخرى بما في ذلك الحكومة السودانية.
5- ضرورة توفير خبراء و أهل تخصص:
القضايا محلّ الخلاف بين الحكومة السودانية و المقاومة قضايا شائكة. و الملفّات المتداولة في حاجة إلى أهل خبرة و تخصص للبتّ فيها، و مساعدة الأطراف على اتّخاذ القرارات المدروسة حولها، بجانب خبراء في العقود و الصياغات، حتى لا يخرج المنبر باتفاقات تنقصها الدّقة، و تكون سبباً للتشاكس عند التنفيذ. عليه؛ تدعو الحركة إلى توفير القدر المناسب من الخبراء في المنبر، و إيلاء هذا الجانب ما يستحق من اهتمام.
6- دور المجتمع الإقليمي و الدولي:
وجود دول الجوار الإقليمي التي يعنيها أمر السلام في السودان و دارفور و على رأسها جمهورية مصر العربية و جمهورية تشاد و الجماهيرية الليبية و جمهورية إرتيريا بصفة مسهّلين في المنبر، عنصر مهم لا غنى عنه في الوصول إلى سلام حقيقي. و المجتمع الدولي و في مقدمتهم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن و الاتحاد الأوربي و الدول المانحة التي توفّر أسباب الحياة للملايين من النازحين و اللاجئين، و التي يعوّل عليها كثيراً في مرحلة بناء السلام و إعادة الإعمار، لا يمكن تغييبها، أو الإستغناء عن خدماتها و دعمها في مرحلة صناعة السلام. كما لا يمكن تجاهل وزن المجتمع الدولي و الإقليمي في حمل الأطراف على تنفيذ ما يتفق عليه. فقط يجب أن يكون الوجود الإقليمي و الدولي في المنبر موحّداً و منظّماّ عبر آلية تعبّر عنه، و تنطق باسمه، و تتعامل مع الأطراف و الوساطة بصفته ممثلاً للمجتمع الإقليمي و الدولي بعيداً عن المصالح و الميول الخاصّة.
7- ضرورة تحديد أطراف التفاوض:
المنبر و الوسيط الدولي المشترك مطالبان بتحديد أطراف التفاوض بدقّة و عدم الخلط بين الأطراف الأساسية و الأطراف الثانوية في النزاع، كأن يكون “المجتمع المدني” طرفاً في طاولة المفاوضات. فنحن نرحّب بإستشارة المجتمع المدني الذي يتمّ إختياره على أسس موضوعية و شفافة و يمثل كافة قطاعات مجتمع الإقليم، و لكننا لا نفهم كيف يكون المجتمع المدني طرفاً في المفاوضات بأكثر من ذلك. كما ننبّه الوساطة إلى الأضرار التي يمكن أن تنجم عن إغراق المنبر بأعداد مهولة و غير ضرورية من الأفراد الذين لا يعلم الكثير منهم لماذا أتي بهم، و لا يفقهون في أمر المفاوضات شيئاً.
8- ضرورة وجود آلية لضمان تنفيذ الاتفاقات:
لن تكون للاتفاقات التي تبرم بين الأطراف، بعد مفاوضات مضنية، جدوى أو معنى إن لم تكن هنالك آلية لضمان تنفيذها. و آفّة الاتفاقات التي وقعت في الدوحة افتقارها إلى آلية التنفيذ المذكورة. عليه؛ لا بد من العمل على توفير هذه الآلية عبر المنبر حتى يطمئن الأطراف إلى جدّية الالتزامات التي ترد في الاتفاقات، و ضمان تنفيذ الاتفاقات السابقة التي أبرمت في الدولة و بخاصة فيما يلي الوضع الإنساني المتردي في دارفور و إطلاق سراح المسجونين السياسيين و تبادل الأسرى.
9- يجب أن تكون الدولة المضيفة والوساطة محايدتين:
أسّ مقومات الوساطة الناجحة اتّسامها بالحياد. و إذا استشعر أي من أطراف التفاوض ميلاً للوساطة أو الدولة المضيفة تجاه طرف على حسابه، فسدت مهمة الوسيط، و تعطّلت العملية التفاوضية برمّتها. و قد كان شعور الحركة ببعض السلوكيات التي تجرح الحياد قوياً عندما قررت تجميد مشاركتها في محادثات الدوحة. فممثلو المجتمع المدني الذين تطلبهم الحركة لا يجدون طريقهم إلى الدوحة رغم الإلحاح، و تستولد حركة في المنبر و تجد الكثير من العناية و يفتح لها مساراً في حين تحرم أطراف أخرى لها باع أطول في المقاومة من ذات الميزات، ويغادر وفد الحكومة المنبر بحجة المشاركة في الانتخابات و لم تحسم المناقشات الخاصة ببروتوكول وقف إطلاق النار و تلام الحركة التي تقدمت بمقترح لاتفاق معياري أعدته جهات متخصصة، و هكذا و الشواهد كثيرة. عليه؛ يرجى من الوساطة و الدولة المضيفة مراعاة هذه الجوانب بأعلى درجات الحساسية و الحيطة.
10- ممر آمن لقيادات الحركة:
أخيراً و ليس آخراً، لا بد للوساطة الأممية - بالتعاون مع دولة قطر- أن تضمن ممراً آمناً لقيادات الحركة السياسية و العسكرية و وفود الحركة للمحادثات للتنقل بين قواعدها الشعبية و العسكرية في السودان و منبر المفاوضات و بالعكس، و إلا فلن يأتي أحد إلى منبر التفاوض ليكون مصيره التيه بعد المحادثات. كما أن ما حدث لوفد رئيس الحركة في مطار إنجمينا أرسى سابقة خطيرة تضع الثقة في الأمم المتحدة و المنظمات الإقليمية في محكّ و اختبار حقيقي لا بد من معالجته بصورة جادة و جريئة.
محمد بحر علي حمدين
أمين إقليم كردفان نائب رئيس الحركة
الدوحة 13 نوفمبر 2010
حركة العدل و المساواة السودانية
Justice & Equality Movement Sudan (JEM)
www.sudanjem.com
info@sudanjem.com
إصلاحات مطلوبة لتفعيل منبر الدوحة
1 - الوساطة في حاجة إلى منهج واضح و خارطة للطريق:
المنبر في حاجة ماسّة إلى منهج واضح متفق عليه لإدراة المفاوضات بما في ذلك أسلوب التواصل مع أطراف التفاوض، و الحصول على مواقفهم التفاوضية، و ردودهم على مقترحات الوساطة أو الطرف الآخر، واللقاءات المباشرة التي يعرض فيها الأطراف مواقفهم التفاوضية في حضور المسهّلين و المراقبين الإقليميين و الدوليين، بجانب لجان متخصصة تمدّ الأطراف بالرأي الفني السديد. كما أن المنبر في حاجة إلى خارطة للطريق واضحة المعالم تعين على الوصول إلى اتفاق سلام شامل و عادل. بيد أنه من الضروري ألاّ تكون هذه الخارطة إملاءً من طرف أو مقيدة بآماد زمنية خاصة باتفاق آخر.
2- ترفض الحركة المشاركة في مفاوضات متوازية متزامنة:
قدّمت حركة العدل و المساواة السودانية، من قبل، إلى الوساطة المشتركة ورقة بيّنت فيها أسبابها لرفض المشاركة في مفاوضات متوازية متزامنة في ذات المنبر و تحت إشراف ذات الوسيط. و الحركة عند موقفها، و لا ترى إمكانية لمشاركتها في مفاوضات من هذه الشاكلة لما فيها من إضرار واضحة بقضيتها. و هذا لا يعني أن الحركة تسعى لإقصاء الآخرين، أو تريد الحؤولة بين الحكومة و بين من تريد مفاوضتهم. فقد بادرت الحركة بطرح أكثر من مشروع و صيغة لتوحيد المقاومة، أو جمعها في تحالف عريض يمكنها من الدخول إلى المفاوضات بوفد واحد، و موقف تفاوضي واحد، و مرجعية واحدة. و قد أوشكت هذه المساعي أن تؤتي أكلها، و تبشّر الحركة الوساطة المشتركة بأنها ستعود إلى المنبر – إن تمّ الاتفاق على ذلك - في معيّة حشد عريض من فصائل المقاومة تحت مظلة واحدة جامعة تقينا شرور المحادثات المتزامنة المتوازية. و رفض الحركة للمفاوضات المتوازية لا تقتصر على نهج التفاوض و لكن تشمل ملكية الاتفاق أيضاً. فالاتفاق الذي تصبو إليه الحركة اتفاق بين طرفين يلتزم كل منهما بما يليه و فق جدول زمني معلوم و مسئوليات محددة، و ليس دفتراً للزيارات يمهره كل من شاء بتوقيعه و يصير بذلك جزءاً منه و يضيع دم الاتفاق بين قبائل الموقعين.
3- ضرورة توسيع التفويض:
حركة العدل و المساواة السودانية حركة قومية لها وجود في عدد من أقاليم السودان مع تركيز كبير في دارفور و كردفان، و الوصول إلى اتفاق سلام شامل يحول دون عودة الإحتراب في دارفور أو كردفان أو أي إقليم آخر من أقاليم السودان، يتطلّب تفويضاً مرناً وواسعاً يمكّن الوساطة من مخاطبة جذور المشكلة، و سبر غورها، لتحكم على مواقف الأطراف، و تقدّم النّصح المناسب. و المطّلع على تقرير لجنة حكماء إفريقيا برئاسة الرئيس ثامبو أمبيكي، الذي بيّن بدقّة أن مشكلة السودان تكمن في طريقة إدارة البلاد من المركز، يستيقن أنه لا يمكن حلّ قضية السودان في دارفور دون معالجة مسبباتها في المركز، و هي ذات الأسباب التي أدّت إلى نشوب الحروب في كل أركان السودان، و ستكون سبباً للمزيد من الحروب ما لم يتمّ التعامل معها بالعمق المطلوب. فالحل الشامل القائم على معايير يصلح تطبيقها في كل الأقاليم يتطلب تفويضاً شاملاً و مرناً للوساطة.
4- الفصل بين دور الدولة المضيفة و مهمة الوساطة:
ليس المقصود بهذا المطلب أن تبتعد دولة قطر من الوساطة؛ فدورها أساسي و لا يسعى أحد مطلقاً لتجاوزها. و لكن المطلوب أن تكون دولة قطر على مسافة متساوية بين أطراف النزاع، و أن تضع نفسها مكان القاضي الذي يتحاكم إليه الناس، و ألاّ تحكم على طرف انطلاقاً من رؤى أطراف دولية أو إقليمية أو مواقف دول جوار. نريدها أن تحكم علينا بمواقفنا و رؤآنا و أعمالنا بعيداً عن الأحكام التي تصدرها في حقّنا أطراف أخرى بما في ذلك الحكومة السودانية.
5- ضرورة توفير خبراء و أهل تخصص:
القضايا محلّ الخلاف بين الحكومة السودانية و المقاومة قضايا شائكة. و الملفّات المتداولة في حاجة إلى أهل خبرة و تخصص للبتّ فيها، و مساعدة الأطراف على اتّخاذ القرارات المدروسة حولها، بجانب خبراء في العقود و الصياغات، حتى لا يخرج المنبر باتفاقات تنقصها الدّقة، و تكون سبباً للتشاكس عند التنفيذ. عليه؛ تدعو الحركة إلى توفير القدر المناسب من الخبراء في المنبر، و إيلاء هذا الجانب ما يستحق من اهتمام.
6- دور المجتمع الإقليمي و الدولي:
وجود دول الجوار الإقليمي التي يعنيها أمر السلام في السودان و دارفور و على رأسها جمهورية مصر العربية و جمهورية تشاد و الجماهيرية الليبية و جمهورية إرتيريا بصفة مسهّلين في المنبر، عنصر مهم لا غنى عنه في الوصول إلى سلام حقيقي. و المجتمع الدولي و في مقدمتهم الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن و الاتحاد الأوربي و الدول المانحة التي توفّر أسباب الحياة للملايين من النازحين و اللاجئين، و التي يعوّل عليها كثيراً في مرحلة بناء السلام و إعادة الإعمار، لا يمكن تغييبها، أو الإستغناء عن خدماتها و دعمها في مرحلة صناعة السلام. كما لا يمكن تجاهل وزن المجتمع الدولي و الإقليمي في حمل الأطراف على تنفيذ ما يتفق عليه. فقط يجب أن يكون الوجود الإقليمي و الدولي في المنبر موحّداً و منظّماّ عبر آلية تعبّر عنه، و تنطق باسمه، و تتعامل مع الأطراف و الوساطة بصفته ممثلاً للمجتمع الإقليمي و الدولي بعيداً عن المصالح و الميول الخاصّة.
7- ضرورة تحديد أطراف التفاوض:
المنبر و الوسيط الدولي المشترك مطالبان بتحديد أطراف التفاوض بدقّة و عدم الخلط بين الأطراف الأساسية و الأطراف الثانوية في النزاع، كأن يكون “المجتمع المدني” طرفاً في طاولة المفاوضات. فنحن نرحّب بإستشارة المجتمع المدني الذي يتمّ إختياره على أسس موضوعية و شفافة و يمثل كافة قطاعات مجتمع الإقليم، و لكننا لا نفهم كيف يكون المجتمع المدني طرفاً في المفاوضات بأكثر من ذلك. كما ننبّه الوساطة إلى الأضرار التي يمكن أن تنجم عن إغراق المنبر بأعداد مهولة و غير ضرورية من الأفراد الذين لا يعلم الكثير منهم لماذا أتي بهم، و لا يفقهون في أمر المفاوضات شيئاً.
8- ضرورة وجود آلية لضمان تنفيذ الاتفاقات:
لن تكون للاتفاقات التي تبرم بين الأطراف، بعد مفاوضات مضنية، جدوى أو معنى إن لم تكن هنالك آلية لضمان تنفيذها. و آفّة الاتفاقات التي وقعت في الدوحة افتقارها إلى آلية التنفيذ المذكورة. عليه؛ لا بد من العمل على توفير هذه الآلية عبر المنبر حتى يطمئن الأطراف إلى جدّية الالتزامات التي ترد في الاتفاقات، و ضمان تنفيذ الاتفاقات السابقة التي أبرمت في الدولة و بخاصة فيما يلي الوضع الإنساني المتردي في دارفور و إطلاق سراح المسجونين السياسيين و تبادل الأسرى.
9- يجب أن تكون الدولة المضيفة والوساطة محايدتين:
أسّ مقومات الوساطة الناجحة اتّسامها بالحياد. و إذا استشعر أي من أطراف التفاوض ميلاً للوساطة أو الدولة المضيفة تجاه طرف على حسابه، فسدت مهمة الوسيط، و تعطّلت العملية التفاوضية برمّتها. و قد كان شعور الحركة ببعض السلوكيات التي تجرح الحياد قوياً عندما قررت تجميد مشاركتها في محادثات الدوحة. فممثلو المجتمع المدني الذين تطلبهم الحركة لا يجدون طريقهم إلى الدوحة رغم الإلحاح، و تستولد حركة في المنبر و تجد الكثير من العناية و يفتح لها مساراً في حين تحرم أطراف أخرى لها باع أطول في المقاومة من ذات الميزات، ويغادر وفد الحكومة المنبر بحجة المشاركة في الانتخابات و لم تحسم المناقشات الخاصة ببروتوكول وقف إطلاق النار و تلام الحركة التي تقدمت بمقترح لاتفاق معياري أعدته جهات متخصصة، و هكذا و الشواهد كثيرة. عليه؛ يرجى من الوساطة و الدولة المضيفة مراعاة هذه الجوانب بأعلى درجات الحساسية و الحيطة.
10- ممر آمن لقيادات الحركة:
أخيراً و ليس آخراً، لا بد للوساطة الأممية - بالتعاون مع دولة قطر- أن تضمن ممراً آمناً لقيادات الحركة السياسية و العسكرية و وفود الحركة للمحادثات للتنقل بين قواعدها الشعبية و العسكرية في السودان و منبر المفاوضات و بالعكس، و إلا فلن يأتي أحد إلى منبر التفاوض ليكون مصيره التيه بعد المحادثات. كما أن ما حدث لوفد رئيس الحركة في مطار إنجمينا أرسى سابقة خطيرة تضع الثقة في الأمم المتحدة و المنظمات الإقليمية في محكّ و اختبار حقيقي لا بد من معالجته بصورة جادة و جريئة.
محمد بحر علي حمدين
أمين إقليم كردفان نائب رئيس الحركة
الدوحة 13 نوفمبر 2010
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)