الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

الشاعر عفيف يسودن"الهايكو" في منتدى حروف بالدوحة

الشاعر عفيف يسودن"الهايكو" في منتدى حروف بالدوحة

23 /2/ 2008/الدوحة ، مدينة لا تعرف التثاؤب ، يغشاها المضيئون من الأدباء والمثقفين ، والفنانين ، وكما كان يناير للاستقلال وعشق الوطن ، حيث غرد سرب الشعراء( هاشم صديق- أزهري محمد علي - فضيلي جماع - الدكتورة ناهد محمد الحسن) ، كان فبراير وهو يلملم إطرافه ، موعدا لاستضافة الشاعر عفيف إسماعيل ، وحول وجهته المهندس معتصم الطاهر الى الدوحة ثم بانكوك إلى بيرث في استراليا حيث يقيم هذا الطائر المهاجر .عفيف نشط حضور السودانيين وأحال شتاء الدوحة ،الذي تلفحة موجة برد،إلى دفء الكلمة ، وأجواء الشعر الجميل ، وتداعت ذكرياته ، هو ومعتصم الطاهر ، عن منتدى الحصاحيصا الأدبي ، هنا تلخيص لما جرى في منتدى حروف بمركز أصدقاء البيئة الذي يديره عادل التجاني ، أيضا جمع المهندس معتصم الطاهر الأصدقاء في بيته العامر يوم الجمعة ، وهنا سياحة بالقلم، وهو ماستنشره الصحافة القطرية .
عفيف يسودن"الهايكو" مستلهما الحكمة والمثل
اثار الشاعر السوداني عفيف اسماعيل ، المقيم في استراليا، جدلا كثيفا ، حول تجربته في الشعر،إذ سار على درب الشاعر الامريكي عزرا باوند الذي امرك "الهايكو" ، وهو اسلوب ياباني في كتابة الشعر ، من خصائصه تكثيف اللغة ، وحشد المعاني ، واحكام الصياغة. وفي امسية شعرية مساء الجمعة استضافها منتدى حروف بمركز اصدقاء البيئة ، قدم عفيف اضاءات حول تجربته الشعرية ، والتي تقارب النثر او القصة القصيرة ,وتشابه "الهايكو" ، لكنه يجزم إن اثره منبعه الحكم والامثال الشعبية ، والتراث السوداني الزاخر بالتنوع والتعدد الثقافي ، كما ان هذه التجربة تقترب من تجارب ثقافات اسيوية ومن بينها "الهايكو" لانه معني بالتجسير الثقافي بين الشعوب . ويوضح الناقد والصحافي محمد الربيع ، ان الشرق الاقصى مترع بارث تقافي ضارب الجذور ، حيث تتجلى الحكمة والاديان ، وكل ذلك رفد يرفد "الهايكو" [ بمعاني عميقة ، وهو يحشد المعاني ويقتصد اللغة بحميمة مشيرا الى ان الشاعر الامريكي عزرا باوند في ستينيات القرن الماضي امرك"الهايكو" بترجمته الى الانجليزية ، وهي تجربة تنبثق من "ايدلوجيا العبور" حيث تهريب الملامح والهويات الى الاجناس الثقافية ، وهي بذلك تلغي الحدود في عالم واحد متعدد الاصوات والثقافات . واورد الربيع نموذج الشاعر صلاح احمد ابراهيم في "غضبة الهبباي": "الارض وماء النيل هنالك .. ومع ذلك .. مع ذلك " .
عفيف ، شاعر ، وكاتب ، ومسرحي ، ومصور فوتوغرافي ، شكلته بيئة تعشق الشعر ، وفي مسقط راسه الحصاحيصا ، طرقت اذنه اصوات متعددة وتعكس تنوع بيئته ، كتب الشعر بكافة اشكاله ، حيث بدا بشعر التفعلة ، وكتب القصيدة النثرية ، وكان ركنا من اركان منتدى الحصاحيصا الادبي بجانب الشعراء ازهري محمد علي ، معتصم الطاهر ، طلال دفع الله ، وهاجر الى استراليا ، وهو الناشط الثقافي ، والمهجس بالتجسير الثقافي ، والعزلة الايجابية ، وهو متفرغا للكتابة ، وساعده في ذلك المناخ الحر في استراليا واحترام حقوق الانسان وادماج المهاجرين ، واحترام الدولة للابداع والمبدعين ، فوجد مناخا استطاع من خلاله ان يندمج في البيئة الثقافية بل ان يترشح لاكبر جائزة ثقافية "جائزة "كبت دنتون" التي اطلقها الاذاعي اندرو عام 1997لتخليد ذكرى والده ، وتنافس حولها 500 كاتب ، وكان عفيف ضمن القائمة القصير التي حوت 13 كاتبا وكان المهاجر الوحيد.
وقدم الشاعر معتصم الطاهر ، افادة مهمة حولة تجربة عفيف الشعرية الموغلة في المحلية والتي تستلهم البيئة والتعدد الثقافي وهموم الناس وهي تجربة نقلته الى العالمية في استراليا وفي عواصم اخرى منها القاهرة ، ودور منتدى الحصاحيصا الادبي ، الذي قدم الاديب محسن خالد عام 1992 ،وابان الطاهر ، ان المنتدى كان بمثابة معمل لدراسة الانتاج الشعري قبل ان يخرج للجمهور ، ويتم نقد اي نص يقدمه شعراء المنتدى ، وهو ما ساهم في انتاج نصوص جيدة ، وامتدت هذا التجربة لتنتقل الى ناديي الشبيبة والاهلي ، ثم مجموعة "حنظلة" ، وايضا الى منتدى البشير الريح في الخرطوم .
انتج الشعار عفيف" انه طائرك ، رهان الصلصال، فخاخ ..ثمة اثر " ، وواجه ايضا الاختلاف من المتلقين حول اسلوبه هل هو شعر أ نثر ، سرد ،قصة قصيرة ، وهل تتدخل كل تلك الاجناس في صورة شعرية . ويوضح عفيف انه كتب الشعر بالتفعلة ونثرا ، واستلهم الامثال والحكم في دواوينه ، مستفيدا من "الهايكو" ، ويعتمد تكثيف اللغة . كما قدم الربيع مداخلة وضح طبيعة الاجناس الادبية والتداخل بينها مشتهدا بقول ادونيس عن قصيدة النثر ، اذا انها لم تعد كيمياء لفظية في حدود اللغة ولكنها تجمع كل المعاني . وهناك ايضا "ايدولوجيا العبور" في تهريب الملامح والهويات وهذا مايتضح في اسلوب" الهايكو" . وتتبدى في تجربة عفيف تكثيف اللغة ، واستخدام الامثال ، بكل مايعني من احكام الصياغة ، والقدرة على النفاذ في الثقافة الشفاهية ، وهو اسلوب ما قل ودل .
ويقر عفيف بان معلمه الاول هو ماركيز ، !ذ لابد للكاتب ان تظل اصابعه ساخنة ، وهذا مايدفعة للمران والتفرغ للكتابة باحترافية ولم يكتف عفيف بالوقوف عند عبارة ماركيز" عليك ان تقول للذين تحبهم .. انك تحبهم قبل فوات الاوان" ..بل اضاف " احبهم بلا حدود" . ويكز عفيف على التواصل مع الكتاب والادباء في غرب استراليا ومن بينهم بيتر جيفري وبروفيسور دينس هيسكل وروس بولتر وقد التقى بعضهم . وانجز مع وليم فلايف وبيلا جوزيف "التخليق الابداعي" في ترجمة نصوصه العربية حرفيا ، ومن ثم ترجمة حرفية لهدم حاجز اللغة .
الاستاذ عادل التجاني ، مدير مركز اصدقاء البيئة ، تحدث عن تجربة منتدى حروف – نسخة الدوحة ، وهو امتداد لتجربة ناجحة تحمل نفس الاسم انطلقت عام 1986 في امدرمان بمبادرة من : الدكتور الماحي سليمان – الدكتور ابوقرون عبد الله ابوقرون – التجاني الحاج موسى – يوسف حسن صديق – بشى سليمان – عادل التيجاني- حسن كلس . وباشر المتدى انطلاقة جديدة من الدوحة وتحت مظلة اصدقاء البيئة باهداف جديدة


.
قدم عفيف قراءات لنصوصه هنا بعضها :
(1)
جائزة
حينما اعلنت مملكة النمل عن جائزة المجهود الوافر
تقدمت نملة صغيرة ووقفت على رجليها الخلفيتين ،
انحنت مرات، ثم استقامت امام مكبر الصوت وعدسات المصورين
وهي تلوح بالكأس وقالت :
- لوعرفت أين يكمن مركز ثقل الفيل ، لحملته بفمي هكذا
كبالون على انف مهرج !!
تعالى الصخب والصفير والتصفيق من صويحباتها
فأشارات لهم هدوءا ، والتفتت صوب الملكة واردفت :
فقط لو تكرمت مولاتي المتوجة تخبريني اين يمكن ان نخزنه
للشتاء القادم ؟

(2)
محارب
الجندي
الذي يحارب
في معركة لا اعداء فيها
يحاول قدر المستطاع
ان يحرس ببندقيته
عمره!
(3)

جبهة متحدة !
في دول العالم الثالث
دائما يلتقون
من اليسار
واليمين
والوسط
في غابة او قاعة او فندق
يؤسسون جبهة متحدة لانقاذ الوطن من الطغمة الحاكمة
يتفقون على برامج مستدامة لدولتهم القادمة
(4)

دارفور

إن شاهدت ، وانت مسبل العينين على شاشات العالم
ساسة مترفين
امميين
ومحليين
ومستعربين
يتقاسمون ملفا ينز دما
وديدانا

وقيحا
تأكد بانهم

لاشئ
لاشئ

لاشئ
سوف يفعلون !!
إن قرأت قصيدة شاعر حداثي في القرن الحادي والعشرين
فرت كل قواميس اللغة منه
وصارت مخيلته لاترى غير صحراء

(5)

شتات

تخبز للصحو اغنياته الطرية
ولا تتذكر كوابيس ليلتها المسيجة بالفخاخ
والجوارح
تمضي
إلى
ظهيرتها
لا تعرف لذة منامات القيلولة
تشم باجنحتها المدارات
في المساء
تعود الطيور اليتمة
وتحصي كم نهار مضى
وآخر لم يات
ثم
تنام مثلي تحلم بالجهات.

(6)

عوالم

ترى
اين
كان
يختبئ
كل
هذا
البحر
قبل
ان
يصير
بحرا ؟!

• ما هو الهايكو؟
واحد من أهم أشكال كتابة الشعر الياباني.
دائما ما أختلط على الناس مصطلحات Haiku, Hokku , Haikai
و (هوكو) حرفيا تعني مستهل القصيدة و بداية تسلسلها, إذا كان المستهل أطول يسمى حينها بال (هايكا) و الفرق أن الهوكو يؤسس لنغمة باقي القصيدة كما أنه ممكنا للشاعر أن يكتب (هوكو) فقط دون إكمال القصيدة.
الهايكو الياباني بدرجة كبيرة مدين لجهود Masaoka Shiki الذي أسس لإستقلاليته و لمنحه رسميا في 1890 مصطلح هايكو. و هذا الشكل الجديد يكتب و يقرأ مستقلا كقصيدة كاملة, مثله مثل القصائد الأطول بالرغم من شدة قصره إلا أن كثافة النص تمنحه شعرية عالية تجعله لا يقل عن أي قصيدة طويلة.
إذن لم يبدأ الهايكو كشكل منفصل لكتابة الشعر إلا في أواخر القرن التاسع عشر. و ما كتب قبل ذلك يمكننا أن نميزه بتسميته الهايكو التقليدي و ما بعده بالهايكو الحديث.

ويبدأ تأريخ الهايكو الحديث في 1892 بأعلان Masaoka Shiki


*كيف يكتب الهايكو ؟
لن نناقش هنا كيفية كتابته باليابانية لوضوح هذا الأمر و لنسبية اللغة, أما عند كتاباته بلغات أخرى فليس هناك قاعدة واضحة غير أن على الكاتب مراعاة بعض الأساسيات التي سنتطرق لها بالحديث.

*عن ماذا نكتب ?
تتناول قصائد الهايكو تقريبا كل المواضيع بطريقة بسيطة إلى حد البساطة لدرجة أن الناس قد يظنون أنها معقدة. و أشهر قصائد الهايكو تحكي عن تفاصيل و حالات يومية لكن من زاوية جديدة تجعل الحالة جديدة تماما على المتلقي.


* تقنية التقطيع في الهايكو


تقطع قصيدة الهايكو إلى جزئين , و يكون بينهما حيز خيالي يترك للمتلقي. على أن يكون المقطعين إلى درجة ما مستقلين عن بعضيهما البعض. و أن يكونا متصلين بحيث يغذي كل الواحد فهم الآخر. لعمل هذا القطع بالعربية علينا أن ننهي أحد المقطعين بنقطتي تنصيص : أو بشرطة -



* المنهج الفصولي أو توضيح الزمن في الهايكو

تحتوي قصيدة الهايكو دائما على kigo أو كلمة فصلية توضح في أي الفصول رأى الشاعر الهايكو . على سبيل المثال (الأزهار) أو (الكرز) تذكر للدلالة على الربيع, (الجليد) للدلالة على الشتاء أو (الباعوض) للدلالة على الصيف. لكن الكلمة الفصلية لا تكون عادة بهذه المباشرة.



علينا أن ننتبه لأن قصائد الهايكو كتبت تحت ظروف مختلفة و تمت ترجمتها للغات عديدة لهذا أحيانا لا يتقيد المترجم بالقواعد كلها إذا رأى ذلك مؤثرا على شاعرية النص .
لمن سيكتب الهايكو السوداني أنصح بأن عليه مراعاة هذه القواعد
فهذا هو التحدي و المتعة في الهايكو.

نماذج للهايكو

Akutagawa, Ryunosuke.1892-1927


ضفدعة خضراء-

أجسدك أيضا
جديد الطلاء؟


Basho, Matsuo. 1644-1694


أول الجليد-

كاف لحني أوراق الشجر
• مداخلة (fadlabi) في سودانيز اونلاين