الاثنين، 6 يونيو 2011

حوار مع وزير الارشاد والاوقاف حول تجاوزات "الحج والعمرة"


مواجهة ساخنة مع وزير الارشاد والاوقاف..ازهري التجاني :
"التجاوزات" قضية رأي والتحقيق مستمر مع مدير"الحج والعمرة"
الدوحة - فيصل حضرة : قال الدكتور أزهري التجاني ، وزير الارشاد والأوقاف انه مستعد لأي تحقيق والمثول امام البرلمان للمساءلة حول «تجاوزات» الحج والعمرة العام الماضي ،التي اعتبرها قضية رأي عام وانه مستعد لمواجهة «الاقالة» اذا طرح النواب ذلك، وحذر التيجاني من الغلو ، وشدد على الفكر الديني السوداني الوسطي، واعتبر ذبح حارس «ضريح» مؤشر للخطر. فيما يلي افادات التيجاني في حوار المواجهة.
حدثنا عن قضية التجاوزات في الحج والعمرة التي وقعت العام الماضي ؟
- الحديث عن تجاوزات موسم الحج والعمرة العام الماضي أصبح قضية رأي عام، وتناولتها الصحافة حتى باتت «مشهورة»، وأيضا دخلت المجلس الوطني، ونالت اهتمام وكالات السفر،ومحور الحديث التأشيرات وتحويلات الحجاج، ومن حق الرأي العام أن يعرف التفاصيل بشفافية،ومجلس الادارة «يشتغل» في هذه القضية التي مست هيئة العمرة والحج،وبناء على التقرير الأولي لمجلس ادارة الحج والعمرة أصدرت قرارا بايقاف مدير الهيئة واحالته الى لجنة تحقيق من العمل وهي «شغالة» الان.
لكن لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس الوطني أكدت وجود تجاوزات كبيرة فما هو ردك ؟
- لا أستطيع أن استبق لجنة التحقيق، وأي «زول» برئ حتى تثبت ادانته، واللجنة شغالة فاما تقدم حججا ضده وتدينه أو تبرئ ساحته.
ومتى تنتهي هذه اللجنة من عملها؟
- خلال أسبوعين.
تؤكد لجنة الشؤون الاجتماعية وجود مخالفات ترقى لمستوى الفساد وتتطلب التحقيق ومنها تسرب التأشيرات وفرق العملة في التحويلات هل تقر بذلك؟
- هذا مسار آخر في القضية ومن حق المجلس الوطني أن يتقصى في هذه القضية.
حدثنا عن هذا المسار؟
- ما أعرفه أن هذا حق المجلس الوطني من خلال لجنة الشؤون الاجتماعية.
هل أنت مستعد لمواجهة تحقيق والمثول أمام المجلس الوطني في هذه القضية؟
- نعم مستعد لأي تحقيق ومستعد للمثول امام «البرلمان» للمساءلة لأنني من المؤمنين بدور البرلمان في مساءلة الوزراء، وممارسة دوره الرقابي على السلطة التنفيذية، بكل شفافية لا أتحسس من ذلك ، وهذا واجب من واجباته.
حتى اذا طالب النواب باقالتك؟
- ما عندي أي اشكال في ذلك.
وهل تتحمل المسؤولية في حالة توجيه إدانة لمدير هيئة الحج والعمرة؟
- أتحمل المسؤولية، والمنصب ليس تشريفا،حتى يصر أي مسؤول على البقاء في موقعه،والعمل تحكمه المؤسسية حتى رئاسة الجمهورية التي تعين الوزراء والبرلمان الذي يحاسبهم ،واذا رأى البرلمان أن أزهري التيجاني لا يؤدي عمله بطريقة جيدة يجب أن «يذهب» دون نقاش.
لماذا عاد مدير هيئة الحج والعمرة وباشر عمله رغم الايقاف؟
- لا أريد الاجابة عن هذا السؤال؟
لماذا؟
- أمسك عن الحديث وأبعد عن «الحاجات» التي تؤثر على سير التحقيق.
لكن هناك تجاوزات في التأشيرات والتحويلات؟
- لم أتحدث عن ذلك، الرأي العام تحدث والبرلمان تحدث عن ذلك والتحقيق مستمر.
تحدثت عن تحمل المسؤولية هل تستمر في منصبك؟
- أكملت دورة عمرها 5 سنوات، وقناعتي الراسخة بتداول المواقع،وأي مسؤول «حقو» ما «يقعد» لأكثر من «دورتين»، لأنه أكثر من ذلك ما بكون عنده «حاجة» يؤديها،جئت الوزارة ومن بيت ملتزم بـ«الدين»،ودرست علوم اجتماعية.
وماذا قدمت في الوزارة؟
- عملت أشياء للأسف لم تجد الاهتمام من الاعلام، والتعاطي الخاطئ للقضايا العامة جعلني وزيرا للحج بينما أنا وزير الارشاد والأوقاف، وما اهتم به لم يتم تسليط الضوء أو التركيز عليه؟
مثل ماذا؟
- ركزت على أن يظل العامل الديني عامل رتق للنسيج الاجتماعي، وعامل تصالح وتقارب وتسامح، ولا يلحق بالعامل السياسي الذي فيه استقطاب حاد وفيه عامل «فرقة».
ثم ماذا؟
- عززت الحوار الاسلامي- الاسلامي، وجمعت الجماعات الاسلامية وقربت بينهم، وأيضا الحوار المسيحي - المسيحي والحوار الاسلامي - المسيحي، ووصلت مع الرئيس حتى الفاتيكان التي كانت مقفولة في «وجهنا»، والحوار مطلوب.والقضية الأولى الجوهرية التي عملت وأحافظ عليها أن الفكر الديني السوداني ما «ينحرف» والمنطقة التي تحيط بنا فيها «فكر ديني» يقصي الآخر و«يكفر» الآخر.
وماذا فعلت حول تلك القضايا؟
- اشتغلت في هذه القضايا «شغل» كبير، حتى أحافظ على «الوسطية» وقدمت تقريرا الى البرلمان من 24 صفحة، ونبهت الى مؤشرات الخطر.
وما هي هذه المؤشرات الخطرة ؟
- من ابرز مؤشرات الخطر «ذبح» حارس «قبة» اسماعيل الولي، وهذا الحادث لابد من الوقوف عنده، وأيضا ما حدث لبعض القباب في سوبا.
وهل هذا مؤشر لوجود جماعات متشددة ؟
- قلت انه مؤشر خطر واختراق محدود جدا، وكان على الرأي العام والمؤسسات التنبيه الى قضايا «زي دي»، لان الناس بتحج سنويا، وحتى وفود الحج من الدول الأخرى، حيث كانت لي رئاسة بعثة الشرف، فان رؤساء الوفود من تلك الدول يقولون انه مع كل حج تكون هناك»ضجة» وهذا سمعته من الموريتاني تحديدا، وهذا يعكس انها قضية خدمات عامة.
الترابي والتيجاني
جرت هذه المواجهة في بهو فندق «ريتز كارلتون» الفخيم ، حيث جرت فعاليات مؤتمر«مصلحة دارفور»، وسط رهط من الصحفيين، وتصادف أن مر الدكتور حسن الترابي،الذي تجاذب أطراف الحديث مع الجميع، وتسبقه ابتسامته المعهودة،وأطلق سؤاله الى التيجاني : أهلك كيف حالهم؟ ورد الأخير: كويسين وخريفهم وزارعين ،وكانت الضحكة قاسما مشتركا سجلتها «العدسات» وشهقات «الفلاشات» في لقطات نادرة بينها هذه الصورة.