الجمعة، 3 يونيو 2011

حوار مع مبعوث اوباما الى السودان



"وثيقة الدوحة" انجاز له دلالته وتعالج اسباب الصراع
المبعوث الخاص لاوباما يشيد بجهود قطر في سلام دارفور
* "مؤتمر مصلحة دارفور " خطوة مهمة و آل محمود تميز بالصبر

• تطبيع العلاقات مع الخرطوم تحكمه"خارطة الطريق"
• حل ازمة ابيي يكمن في تطبيق برتكولها وانسحاب الجيش السوداني



الدوحة : فيصل خالد:
اشاد السفير برينستون ليمان المبعوث الخاص للرئيس الامريكي الى السودان، بجهود دولة قطر في سلام دارفور وامتدح كرم حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امير البلاد المفدى ، والحكومة القطرية في استضافة المؤتمر الموسع لاصحاب المصلحة حول دارفور،معتبرا الجهود القطرية خلال العامين الماضيين مهمةو تستحق التقدير وتسهم في تحقيق السلام في دارفور،وقال ان بلاده تعتبر "الوثيقة" التي قدمتها الوساطة انجازا ذو مغزى ودلالة وتقدم اسسا راسخة لمعالجة جذور واسباب الصراع في الاقليم ، ونوه بجهود وصبر سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود ، وزير الدولة للشؤون الخارجية،وحث جميع الاطراف على الانخراط برغبة جادة لتحقيق السلام في دارفور.
ليمان تحدث لـ"الشرق"عن مهمته في السودان كمبعوث خاص للرئيس الامريكي بارك اوباما وفيما يلي التفاصيل:

• حدثنا عن مهمتك في السودان؟
• منذ تعييني في 31 مارس في منصب المبعوث الخاص للرئيس باراك اوباما للسودان ،تنحصر اهداف مهمتي في مساعدة شمال وجنوب السودان ومنعهم من العودة الى الحرب مجددا ،ودفع الطرفين للعمل سويا لاكمال اتفاقية السلام الشامل الموقعة في 2005 ، وايضا نريد ان نرى تقدم وسلام في دارفور ونريد التقدم نحو السلام بدلا من استمرار النزاع.وهناك تقدم وايضا هناك مشاكل على سبيل المثال هذا العام وقبله، خرج اركو ميناوي وذهب القتال، ولكن هنا في الدوحة المؤتمر الموسع لاصحاب المصلحة في دارفور، حيث استعرض المشاركون نتائج مفاوضات عامين ونصف العام ولم نصل الى سلام كامل وشامل،وهناك نص ومخرجات لهذا المؤتمر .
• وماذا عن خارطة الطريق لتطبيع العلاقات بين واشنطن والخرطوم؟
• تقدمت الولايات المتحدة بخارطة طريق لتطبيع علاقاتنا،وابرز نقاطها، ضرورة اكمال تطبيق اتفافية السلام الشامل ،وذلك بعد استفتاء تقرير المصير الذي مارسه جنوب السودان واعتراف الحكومة السودانية به واعلان استقلاله في 9 يوليو المقبل واعتراف الخرطوم به الى جانب احراز تقدم في "سلام دارفور"،والرئيس بارك اوباماتحدث عن ذلك،على ان تبدأ عملية رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للارهاب خلال فترة 6 اشهر تنتهي في اغسطس ،كما نعمل مع البنك الدولي ومع دول اخرى من اجل اعفاء الديون،وهذه كلها اشياء تضمنتها "خارطة الطريق"،ونامل إلا تعطل ازمة ابيي الاخير كل ذلك وايضا تقدم تطبيق اتفاقية السلام الشامل، ونتفهم غضب الحكومة السودانية لتعرض القوات المسلحة لهجوم من الجيش الشعبي.
• وهل تدين هذا الهجوم؟
• بالفعل ادنا ذلك، والمسئولية اكبر على الحكومة السودانية ، التي احتلت "ابيي" بالكامل، ووقعت اعمال نهب ونزوح عشرات الالاف من السكانن وعليهم الانسحاب من "ابيي"، والسماح لقوات الامم المتحدة"يونميس" بتعزيز جنودها في المنطقة،ويكمن حل الازمة في :
- عدم وجود كبير لجنود الطرفين
- تنفيذ بروتكول ابيي
- اجراء الاستفتاء او من خلال اتفاق متفاوض عليه بين الرئيس عمر البشير ونائبه رئيس جنوب السودان سالفاكير، ونحن نحثهم على المحادثات مرارا.
• كيف تنظر الى زيارة وفد مجلس الامن للسودان؟
• زيارة وفد مجلس الامن جاءت بسبب تصاعد ازمة ابيي ، ولم يحظ بمقابلة مسئولين رفيعي المستوى في الخرطوم،ولم يستطع دخول ابيي، وزار جوبا ، واصدر بيانا قويا ادان بموجبه "احتلال" ابيي.
• وهل هو احتلال؟
• احتلال او سيطرة كاملة،فالسؤال كيف يمكن العودة بالامور الى ما كانت عليه قبل احتلالها من قبل القوات المسلحة، وفي بروتكول, ابيي " يكمن الحل :
- الاستفتاء
- المفاوضات
*سبق ان صرحت ان السودان سيفقد اعفاء الديون وشطب اسمه من قائمة الارهاب.. لماذا؟
* إذا استمرت ازمة"ابيي" وعدم حلها ،ولم تطبق اتفاقية السلام الشامل بالكامل،فان ذلك لا يمكننا من المضي في "خارطة الطريق"، وهي مرتبطة بما ذكرته انفا.
* هل هذه مساومة ام ثمنا للانسحاب من "ابيي"؟
- في الواقع ان الامر اكثر اهمية لحكومة السودان،وبعد 9 يوليو سيخسر شمال السودان عائدات كبيرة من النفط،وسيواجه عدة مصاعب اقتصادية، ويحتاج الى مساعدة ، وايضا الدخول الى مؤسسات وشبكات التمويل والاستثمار الدولية،هذ ا سيتضح إذا تم تطبيق اتفاقية السلام الشامل او اذا استمر القتال في ابيي او شئ من هذا القبيل.وبهذا المعنى فهذا ليس ثمنا ونحن نقول انه ينبغي حل الازمة وتطبيق الاتفاقية وليس استخدام القوة العسكرية .




* السودانيون يقولون انكم توعدون ولكن لا توفون؟
- الناس لاينظرون بعناية بماذا وعدنا،والرئيس اوباما وعد وفعل،وبادر بعملية شطب اسم السودان من قائمة الارهاب وهي عملية مستمرة لستة اشهر ،فعلنا ما وعدنا ولكن على الناس الصبر ليروا شيئا ملموسا قريبا.
*وايضا يقولون انكم وعدتم بالجزرة ولكنكم ترفعون العصا؟
- سياستنا لم تتغير،نحتاح لوقت وايضا اتفاقية السلام تحتاج لوقت ولا زلنا نعمل،ولا يمكن ان نغير القانون، واذا سارت الامور بصورة جديدة حتى 9 يوليو يمكن ان نتابع العملية وعلى سبيل المثال الغاء الديون،وهي عملية قد تستغرق وقتا،وهناك تجارب في ليبريا وساحل العاج،بدأنا العملية قبل شهر ونامل ان تنتهي في اقرب وقت،وربما تحتاج لثلاث سنوات،والبنك الدولي يحتاج لجمع معلومات من الاطراف،حتى يقرر "اهلية السودان".ونريد دولتين قابلتين للحياة ومستقرتي ورفع العقوبات مرتبط بازمة دارفور.
- هل تتوفع انفصالا سلسا لجنوب السودان؟
اتمني ذلك،وان يكون مرحبا ومعترفا به من جانب الخرطوم، وسيواجه الجنوبيون تحديات جمة،لاقامة دولتهم،وحكومة ودستور،والانتقال من جيش تحرير الى جيش دولة،وايضا ستواجه مشلكة المليشيات وتحتاح الى حلها.
* وماذا عن سلام دارفور ؟
- لا نريد ان تستمر الازمة في دارفور،ولدينا نص وثيقة مدروسة قدمتها الوساطة ، وتعد انجازا له دلاته ومغزاه،وتوفر اساسا راسخا لمعالجة اسباب وجذور الصراع في الاقليم،وهي اقوى من اتفاقية ابوجا 2006،ومؤتمر اصحاب المصلحة حول دارفور جهدا مهما لاستشارتهم ، مكن اطرافه،من الحوار واستعراض وجهات النظر ونتطلع الى استمرار الجميع لاحلال السلام في دارفور.ونحث الحكومة وحركة العدل والمساواة على الاستمرار في العملية والمفاوضات ونصحنا الاخيرة بان تتحدث عن الاقليم وليس عن قضايا اخرى مثل كردفان وعليها ان تحدد اولويتها ونفس الشئ ذكرناه الى عبد الواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان. وتجدد الولايات المتحدة دعوتها الى وقف اطلاق النار وتوفير المناخ الملائم لعملية دارفور السياسية.
- وكيف تنظر الى دور "يوناميد" في دارفور؟
- تواجه تحديات،ولكنها قامت بدور في نقل وتأمين المساعدات الانسانية،وتتطور خلال السنوات القادمة،وليس لدينا دور مباشر ، ونتواصل مع البروفيسور ابراهيم قمباري،المثل الخاص للامم المتحدة لـ "يوناميد" .
- لديكم اكبر سفارة ليس في السودان وانما في افريقيا لماذا لا يتم ترفيع التمثيل الدبلوماسي
- هذا جزء من خارطة الطريق ، واذا تم استمرار الخرطوم في تطبيق اتفاقية السلام بشكل جيد حتى 9 يوليو القادم يمكن ترفيع مستوى التمثيل الى سفير كامل وتمثيلنا الان على مستوى القائم بالاعمال.
- وهل نتوقعك سفيرا؟
- ضحك .. انا سفير متقاعد ولكن سنرشح شخصا جيدا
- لكن البعض يوجه اتهاما بانكم تسعون لتغيير النظام؟
- كلا ،العكس تماما،نريد دولتين قابلتين للحياة وتعيشان معا وكل واحدة مستقرة سياسيا .
- ماهي الموضوعات التي ناقشتها مع المسئولين السودانين مثل نافع على نافع مساعد الرئيس وعلي كرتي وزير الخارجية؟
- لدي محادثات جيدة، وناقشنا التنفيذ الكامل لاتفاقية السلام الشامل وحل ازم ابيي وخريطة الطري ومستمرون في المحادثات.
- هل قابلت او ستقابل الرئيس عمر البشير؟
- لم اقابله.
- ولماذا؟
- بسبب الاتهام الموجه اليه.
- وكيف يمكن حل مسألة المحكمة الجنائية؟
- لسنا اعضاء فيها
- وايضا السودان ليس عضوا فيها.
- حسنا، نريد ان نرى العدالة والمسئولية.

الثورات العربية
- تناول الحديث قضايا ربيع الثورات العربية خاصة بعد التغيير في مصر وتونس حيث اكد دعم بلاده للتحول الديمقراطي،واحترام حقوق الانسان وانتقد وادان استخدام القوة وقتل المتظاهرين خلال احتجاجات سلمية في سوريا،ولذا فرضت عقوبات،وعن الوضع في ليبيا شدد على ضرورة وقف سفك الدماء ورحيل القذافي عن السلطة وقال ان التدخل الدولي جاء لحماية المدنيين.

الشرق الخميس 2 يونيو 2011 العدد 8386 - تم اجراء الحوار بفندق الريتز كارلتون - الدوحة الثلاثاء28 مايو