الجمعة، 15 أكتوبر 2010
الترابي: انفصال الجنوب واقع لا محالة و"الانقلاب" ليس حلا
حذر من انتقال النموذج غربا وشرقا ومن التفتيت على غرار "الاتحاد السوفيتي"
الترابي: انفصال الجنوب واقع لا محالة و"الانقلاب" ليس حلا
الجنوب مضى.. والتنازلات ما عادت مجدية ولو كانت"الرئاسة أو البترول"
* أحزاب جوبا أجمعت على تغيير السلطة ومفارقة بإحسان إن لم نحقق الوحدة
* صحتي بخير وما زلت شديد البأس في مثل هذا العمر
* أصوات المسئولين أصبحت سيئة .. والقوى الداخلية محاصرة
حوار: فيصل خالد حضرة:
قطع الدكتور حسن عبد الترابي،زعيم حزب المؤتمر الشعبي المعارض، بانفصال جنوب السودان،نتيجة تراكمات مظالم عشرات السنين،وحذر من انتقال المثال شرقا وغربا في إشارة إلى دارفور،ولم يستبعد أن يتفتت السودان على غرار الاتحاد السوفيتي أو يوغوسلافيا، أو أن ينفلق كما حدث في تشيكوسلوفاكيا. وقال الترابي لـ"الشرق": الانفصال واقع لا محالة، ولا رجعة للجنوب، والتنازلات لا تجدي حتى لو كانت "الرئاسة أو البترول". واستبعد الترابي حدوث تغيير عبر "انقلاب عسكري" وقال إنه لا يجدي في هذا الظرف، لكنه استدرك "قد يكون في القضايا الأخرى، في علاقة المركز والإقليم " أو على "التحول نحو الحريات". وفيما يلي حديث الترابي:
• كيف صحتك الآن وأنت في رحلة استشفاء إلى باريس؟
- نحمد الله في مثل هذا العمر، مازلت شديد البأس، متعافي الصحة.
• الوضع الراهن في السودان بات معقدا ويستدعي مبادرة جادة هل نتوقع ذلك منكم شخصيا أو من حزبكم؟
- من العسير أن تبادر أو تقترح على الناس شيئا،القوة في السودان أصبحت مدافعة قوة وإذا لم تدفع وتقتحم وتصارع، ليس لك إلا أن تكون بعيدا وتقول رأيك، الشريكان – المؤتمر الوطني والحركة الشعبية- بينهما كثير من المدافعة، والأصوات أصبحت سيئة، اللغة بين المسؤولين أصبحت متنافرة، والقوى الدولية أصبحت تدخل في موازين القوة، أما القوى الداخلية باتت ساكنة ومحاصرة والصوت لا يجهر كثيرا فضلا عن الحركة، الآن الهم في السودان بلغ درجة لم يألفها الناس من قبل، وما كان يعون بقضية الجنوب،لبعده الجغرافي، والعمليات العسكرية تجري هناك،وحركة الجيش بالطبع كانت كلها سرية،لا أحد يعرف ما ذا كسب أو خسر من الأنفس من هنا أو هناك،أما الآن فقضية الجنوب بدأت تظهر، والهم استغرق السودان، لا الجنوب فحسب وهذا المثال قد يندفع إلى جهات أخرى غربا أو شرقا، ونذر الأزمة الاقتصادية بدأت تلوح،والحكومة بدأت تحتاط بزيادة الضرائب التي تنزلت على الناس لكن أغلب أهل السودان في حيرة لا يستطيعون شيئا لا يؤدونه، فلا تستطيع أن تقدم اقتراحا يتداول حول الناس، ويجمع عليه الرأي العام.
• ولكن الشريكان لم يتقدمان خطوة تجاه تنفيذ اتفاقية السلام والاستفتاء اقترب؟
- بعض الأطراف لا تريد، وما كانوا يحبون كثيرا أن تعقد الاتفاقيات، ولا تدرك أنها تلقي عليك بالتكاليف حينما يقع الأجل، ولولا الدفوع الدولية ما كان الشمال سيقبل بها، بل سيحاول أن يؤجل ولا يستعجل الاستفتاء، والضغوط على السودان أصبحت قاسية على السودان ولولا ذلك لخرج الجنوب كما خرج السودان عند الاستقلال بغير استفتاء.
• هل تتوقع وحدة أم انفصالا في الاستفتاء لجنوب السودان؟
- ليس الأمر احتمالا يتراجع بل يكاد الآن قد حسم الأمر في الجنوب ومن العسير على أي أحد – حتى موضوعيا- أن يقول ان لهذا الخيار جدوى أو لذاك حتى لا يقال أنه ضد الهوية، أيما بلد جمعت بالقوة ماذا كان مصيرها؟ إلى أين صار الاتحاد السوفيتي؟ ويوغسلافيا؟ وشيكوسلفاكيا.
*وهل تتوقع هذا المصير إلى السودان؟
- نعم!
- انتم من الذي جمعكم؟ ما اجتمعتم وأصبحتم على وفاق، ولستم بقومية،آخرون مستعمرون جمعوكم وسموك"سودانا"وما تبين لكم بعد عشرات السنيين أنه يمكن إذا كان الناس يتباينون كثيرا يمكن أن يجمعوا خليطا ومزيجا كما الولايات المتحدة،ولكن الخليط قد يكون اختلاطا وارتباكا ومخاطر.
* ما الذي نتوقعه بشأن سلام دارفور وفي باريس عبد الواحد محمد نور فهل سيكون لك جهدا في هذا الصدد؟
- عبد الواحد أصبح بعيدا، ومنطقته في جبل مرة، تعرضت خلال زيارة وفد مجلس الأمن،لغارة عسكرية،سحقت سحقا وحرقت القرى وكسرت الشجر وقتلت كثيرا، كانت أقسى حملة، والإعلام العالمي كان هدفه إنقاذ عمال منجم شيلي،ويوما ما كان هدفه أفغانستان.
* وماذا بشأن حراك تجمع أحزاب جوبا ومبادرة الصادق المهدي للخروج من الأزمة؟
- اجتمعت أحزاب جوبا ورأت أن الحل في تغيير السلطة والحكم،وان تضمن جوارا آمنا،وان لم تتحقق الوحدة بمفارقة بإحسان،فالجوار واسع وخطير،وليس بضع كيلو مترات، وأنما 2000 كيلومتر،وهناك حراك وإذا كان الفراق شرسا فإن مئات الآلاف من البشر سيكونون في توتر ومأساة.
* وماذا بشأن الجبهة العريضة بقيادة علي محمود حسنين.
- في لندن، الساحة والقوة في السودان
* هل أنت متفائل أم متشائم؟
متشائم جدا
• هل يتوقف انفصال الجنوب؟
-لا رجعة في الجنوب، الانفصال واقع لا محالة.
* حتى لو تمت تنازلات؟
- التنازلات ما عادت تجدي، ولو تركنا " الرئاسة أو البترول"القضية هي قضية تراكمات لعشرات السنيين لماذا انفلقت شيكوسلفاكيا، ولا أدري هل سينفلق السودان.
الشرق القطرية الجمعة 15 اكتوبر 2010 العدد 8156
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق