الجمعة، 11 ديسمبر 2009

تصريحات الترابي في الدوحة


استبعد وقوع انقلاب ولا يحمل حقدا على البشير ونائبه الترابي :اوضاع السودان متازمة والتغيير بالانتخابات الحرة

فيصل حضرة:حذر الدكتور حسن الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، من خطورة الأوضاع المتأزمة في السودان، داعيا كل القوى السياسية للعمل بجدية لإنقاذ البلاد،واستبعد إن يكون التغيير بـ"انقلاب" وفي حال حدوثه ستكون نتيجته انفصال الجنوب ومناطق أخرى،ورسم الترابي صورة قاتمة عن الاوضاع التي وصفها بـ"المتأزمة" والاحزاب "منقسمة" الى جانب غياب ارادة التغيير،وعدم حل ازمة دارفور .وتمسك الترابي بالتغيير عبر انتخابات حقيقية لا تجرى في ظل قوانين مقيدة للحريات،وأشار إلى إن أحزاب "لقاء جوبا" ستدرس المشاركة في انتخابات ابريل 2010 أو مقاطعتها. وقال الترابي انه لا يحمل حقدا او مرارة تجاه الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان، لان الخلاف الذي وقع وادى الى المفاصلة بينهم كان خلافا حول المبادئ وليس شخصيا،واضاف انه لم يحمل أي مرارة تجاه الرئيس الراحل جعفر نميري والذي ادخله السجن،وقال خلافنا معهم كان حول الحريات ودعوتنا الى بسطها وغيرنا يصادرها، ونحن ندعو لبسط الحرية للشعب ليختار بارادة حره وليكون الاختيار للمناصب بالانتخاب الحر المباشرفي كل المستويات وان نرد السلطة الى الولايات ولا يقبضها المركز،وقال منهم من يتفق معنا في هذه المبادئ،ولكن هناك من يستغل السلطة.

وقال الترابي ،خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين بفندق الشيراتون الدوحة حضرته "الشرق " ،إن الانتخابات الحرة وسيلة التغيير، معتبرا التغيير بثورة شعبية مثلما حدث في ابريل واردا لكنه "خطير" .وقال ان التغيير مطلوب من اجل بسط الحريات ورد الامر الى الشعب في اختيار الرئيس والولاة ومن يمثلونه باردة حرة،مشيرا الى ماشهدته امريكا بانتخاب باراك اوباما رئيسا للولايات المتحدة , معتبرا التنوع العرقي والثقافي مصدر قوة الولايات المتحدة لكنه مصدر ضعف في السودان ،ولم يستبعد الترابي ان يرشح حزبه شخصية جنوبية لرئاسة الجمهورية،لافتا الى النموذج الامريكي وما احدث من تاثيركبير ،وان حزبه الوحيد الذي يضم مواطنيين من الجنوب وقدمهم الى تولي المسئولية،وفي رده على سؤال "الشرق" حول ترشيح عبد الله دينق،المح الترابي الى ايجابية ترشيح شخصية جنوبية سعيا وراء تغيير المفاهيم وارسال اشارات ايجابية الى الاخوة في الجنوب وقال الترابي " حتى لو وقع الانفصال فإن حسن الجوار مطلوب لان هناك حراك بشري ومصالح مشتركة وتجارة " .واشار الترابي الى ان دوائر غربية ترى ضرورة تاجيل الانتخبات لان الجنوب ليس مستعدا،ورات بعض هذه الدوائر تاجيل الانتخابات البرلمانية واجراء انتخابات على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة حكومة الجنوب والولاة.
وكشف الترابي انه لقى استقبالا كبيرا في جوبا،وتحدث في الكنيسة الكاثوليكية وفي التلفزيون لساعة،والتقى شخصيات ومواطنيين،مشيرا الى بؤس الاوضاع التي تحتاج لعمل كبير لتحقيق التنمية وشق الطرق واذا تحقق ذلك سيكون داعما للوحدة والتي تتحق بـالرضا وليس بالاكراه"فاما امساك بمعروف او مفارقة باحسان" واعتبر ان ارادة الاستقلال لدى الجنوبيين كبيرة ،وقال ان الخلاف حول نسبة تقرير المصير بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني ينبغي ان يحل بالقانون واعتماد نسبة 50% + واحد،ولضمان هذا الحق ينبغي الاتفاق على قانون الاستفتاء وان يعهد الى منظمة الامم المتحدة او الاتحاد الافريقي الاشراف عليه حتى يتم بشفافية، مشيرا الى انه اقنع الاخرين بقبول مشاركة الجنوبيين في الشمال وفي خارج السودان في استفتاء تقرير المصير ،واستبعد الترابي ان تعود الامور الى سابقتها اذا ظلت الحكومة الحالية دون ان يحدث تغيير بانتخابات حرة وحقيقية. وحول الاوضاع في دارفور قال الترابي ان الصراع لازال موجودا،والقتال وقع بين قبائل عربية وسقط قتلى ،وشدد على ضرورة ان يكون الحل للازمة شاملا وبمشاركة الجميع ، لان الحلول الثنائية خطيرة،وينبغي الاتفاق اولاعلى المبادئ وهناك نموذج اتفاقية السلام الشامل ،وضرورة ان تشارك دارفور في الانتخابات لان اخراجها يعقد المشكلة،وان تطبق العدالة والقانون،وان ترد لاهلها الحقوق،على ان يتم بحث التفاصيل لاحقا بعد الاتفاق على مبادئ الحل.
نوفمبر - الدوحة

ليست هناك تعليقات: