السبت، 30 يوليو 2011

الشرق:Easy News..

ربوع السودان: سنة اولى صحافة
جائزة افضل مجلة في جامعة اسيوط بداية المشوار في بلاط صاحبة الجلالة

" القيمة الحقيقية للصحافة .. انك كلما كنت مفيدا للناس زاد قدرك"
جوزيف ب.ترستار
المندوب الصحفي لنييورك تايمز

فيصل خالد – محرر بالقسم السياسي
اصبحت "الشرق" الصحيفة الاولى عن جدارة،وحازت ثقة القراء في دولة قطر،وتبوأت موقعا متميزا في خريطة صحافتنا العربية،ومما لاشك فيها ان تميز اي صحيفة هو عنوان الجودة التحريرية والادارية،وتلبية رغبات ومراعاة اتجاهات القراء وهم رصيد الصحيفة الناجحة،شكلت "الشرق" محطة مهمة في مسيرتي المهنية الممتدة منذ 1987 الى الان،وفيها اكتسبت الجديد في مهنة كالبحر لا ساحل لها، لا يجف فيها حبر المطابع،ولا يضع الصحفيون نقطة نهاية السطر، لان هناك جديدا يتعلمونه، وجديد "الشرق" ادخال نظام Easynews في اقسام التحرير المختلفة، فلم يعد الصحفيون يستخدمون الاقلام او الاوراق في تحرير الاخبار وكتابة التحقيقات والحوارات،فالتعامل مع الاخبار بات سهلا،ويوفر هذا النظام الوقت والجهد،ومع هذا النظام بات تحرير الاخبار سهلا،وهنا سر التسمية،حيث يوفر استعراض كل وكالات الانباء،ومن خلال اوامر بسيطة،يستطيع المحرر صياغة الاخبار ودمجها ،وربطها بالصور المناسبة،وارسالها لرئيس القسم لمراجعتها وتوزيعها على الصفحات،ومن ثم يرسلها الى القسم الفني ليحولها المخرجون والمنفذون الى صفحات مقرؤة كل صباح،هذا النظام يمكن المحرر من التواصل مع الاقسام الاخرى وتبادل الاخبار والصور ، وايضا المتابعة والمراجعة الدقيقة ومعاينة الصفحة في مرحلة التصميم من خلال easy track،كما يوفر نماذج صفحات جاهزة التصميم،ويمكن المحرر من القيام بكل المراحل التحريرية بداية من تحرير الاخبار وانتهاء باخراج وتصميم الصفحات.ومن ميزة هذا النظام هو سهولة الوصول اليه من اي مكان.وسهل التحكم فيه وادخال ميزات اضافية من خلال الاوامر مثل انشاء الملفات والربط مع الاقسام الاخرى ويمكن ان تحتفظ بكافة الاخبار والموضوعات نحو 150 يوميا،او اقل من ذلك لايام، ويتيح الوصول الى مركز المعلومات والارشيف والحصول على المعلومات والصور في اسرع وقت،كما يتميز بالدقة،والخصوصية والامان ولا يمكن لطرف ثالث ان يصل اليه لانك تتحكم فيه من خلال كلمة مرور. ومع ميزة Easyboost يمكن تسريع الانترنت و زيادة سرعات تحميل الملفات بشكل ملحوظ. بقليل من التدريب والتركيز نجح الجميع في استخدام هذا النظام،ولكن الانتقال من القديم الى الجديد فيه صعوبات،والقدرة على استيعاب الجديد تختلف من انسان لاخر،ولذا تتفاوت ردود الافعال ،وهناك المتحفز والمستوعب وهناك المتردد وهناك من يقاوم مرحلة التغيير وهذه طبيعي في التعامل مع كل ما هو جديد في الوسائط المعلوماتية،كان محررو قسم الشؤون الدولية والعربية الاسرع في استيعاب هذا النظام،والتعامل معه في وقت وجيز،ومن خلال التجربة ظهرت الحاجة الى ادخال تعديلات ساعدت كثيرا في سلاسة العمل. وقليلون يستطيعون تفهم طبيعة التغيير على نحو صحيح،هذا النظام حطم جدران الاقسام،ولم يعد الصحفيون يعملون بين اربعة جدران،بل يعملون في هذا النظام الذي يضم كل اقسام الصحيفة في بيئة افتراضية،وهو مايسقط بالفعل الجدران بين الاقسام،ومن خلاله يمكن تبادل الاخبار والصور،والاطلاع على حصاد كل قسم من الاقسام المختلفة.ما هي الخطوة التالية التي ستدخلها "الشرق" لمواكبة ثورة الوسائط الاعلامية
Infomedia Revolution ؟ السؤال سيكون قائما والاجابه حاضرة ومنذ امد بعيد قال الشاعر طرفة بن العبد :

ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا وياتيك بالانباء من لم تزود
والتنبوء بالجديد يكمن في ضرورة التطور والتفاعل مع ثورة الوسائط المعلوماتية،واذا اتيح لنا اليوم هذا النظام،وايضا امكانية حبس الصورة التلفزيونية والاستفادة منها في الصحيفة الورقية،فإن ما نتوقعه غدا ادخال تقنية تحويل الصوت الى نص مكتوب،وهذا ما وفرته وكالة الانباء القطرية "قنا" التي دشنت خدمة "مباشر من قطر" . منذ 2007 وحتى 2011 كان قسم الشؤون الدولية والعربية – القسم السياسي بعد دمجه مع القسم الدبلوماسي، رأس الرمح في العمل،وخلال هذه الفترة كانت هناك احداث كبيرة ابرزها "الحرب على غزة" لتبلغ ذروتها بـ" ربيع الثورات العربية" في مصر وتونس واليمن وليبيا وسوريا،في 2008 شنت اسرائل حربها الغاشمة على غزة،وهي حرب مجنونة بكل المقاييس، وجدت الادانة من العالم باسره،لانها كانت حرب ابادةـ استخدمت فيها اسلحة محرمة،التفاعل مع هذا الحدث الكبير كان باصدار ملحق "حرب غزة"،وعلى مدى شهر عمل الزملاء بروح الفريق الواحد،وكنت قد توليت مسئولية القسم خلال فترة انتقالية،كان الملحق متميزا مقارنة مع الصحف الاخرى،جعل القراء في قلب الحدث،في ظل النقل اللحظي للفضائيات،وكانت الصور في هذا الملحق تعكس فظائع الحرب وجرائم الاحتلال،التعاون مع قسم المحليات وشبكة المراسلين كان في قمته،عكسنا كل فعاليات التضامن لنصرة اهل غزة في الداخل والخارج،الملحق كان توثيقا لهذه الحرب، وسيظل مرجعا اساسيا لعمل متميز .اما ربيع الثورات العربية،ومن خلال تحريري للملف العربي،كنت بمثابة "محرر الازمات" كما قال بذلك احد الزملاء،تفاعلنا مع هذه الثورات ونقلنا احداثها بمهنية. جئت الى "الشرق" بفضل فرصة اتاحها الزميل جابر الحرمي، رئيس التحرير،وهو الذي صنع نجاحه بنفسه ، وهو ابن المهنة،لا زال يمسك قلمه ويدير مسجله ويمارس مهنته،لا زال في الميدان،لم يحبسه مكتب رئاسة التحرير،بل تجده في الميدان،وظل بابه مفتوحا،زاملته في "الوطن" وهي اولى محطاتي في دولة قطر 1999- 2005،ووقتها كان رئيسا لقسم المحليات، ثم مديرا للتحرير، وكنت محررا بقسم "الدوليات" كانت "الوطن" الاوسع انتشار والاكثر تأثيرا"كما كان يريد رئيس التحرير وقتذاك احمد علي. كنت من كتاب الافتتاحية،واستفدت من خبرة الزميل مازن حماد وكان مديرا للتحرير،فهو صاحب اسلوب يتميز بالدقة والعبارة الموجزة.وكان الزميل حاتم غانم رئيسا للقسم ،وهو ذو خبرة،ويجيد الانجليزية،اما الزميل هاشم كرار،صاحب التجربة الثرة،له اسلوبه الخاص، يجيد كتابة الخبر ومن العنوان تعرفه،وهذا ما ميز"الوطن" ومن العناوين اللافته، عندما اجرت باكستان تجربتها النووية وفي سباقها مع جارتها الهند جاء العنوان" الهند وباكستان: سيم ..سيم".. فتأمل!
الاعلام البريدي
يشهد البريد القطري، تطورا لافتا وملحوظا،وتستضيف قطر في 2012 كونغرس الاتحاد الريدي العالمي،وبذلك تكون الاولى خليجيا والثانية عربيا بعد مصر،وبدات الخدمات البريدية في قطر منذ عام 1950 وكانت وقتئذ تخضع للادارة الانجليزية وكانت الطوابع المستخدمة انجليزية موشحة بالروبية والناية بيزة وفي عام 1953 تم تصميم اول ختم يحمل التاريخ ومكتب بريد الدوحة وفي عام 1957 تم اصدار اول مجموعة طوابع تحمل اسم قطر وقد استقلت قطر بريديا عام 1963 وانضمت الى الاتحاد البريدي العالمي 1969 والى هيئة بريد الخليج عام 1977 والى اللجنة العربية الدائمة للبريد عام 1991 . انتقلت من "الوطن" الى المؤسسة العامة للبريد"كيوبوست" في وظيفة مشرف اعلامي،رئيس تحرير مجلة "Q-Post"، تعكس ما تشهد البريد القطري من تطور مذهل،ومن خلال زيارة واحدة لمبنى البريد العام تستطيع ان تنجز اكثر من معاملة في وقت وجيز بفضل خدمات الحكومة الالكترونية،يمكن ان تجدد الاقامة وتدفع فواتير الخدمات بجانب نحو 20 خدمة الكترونية منها : تجديد البطاقة الصحية،الحولات المالية الاستعلامات البريدية،واصبح البريد نقطة توقف واحدة تتجمع فيه خدمات وزارات اخرى،ولكن دون زيارات لمقارها لانجاز المعاملات،اما قسم هواة الطوابع ففيه الجديد المثير،فالطابع بات سفيرا متجولا يعكس ثقافة وتقاليد وتطور كل بلد في مختلف المجالات،وهو وسيلة للتعارف بين الحضارات.ويعتبر الطابع البريدي سجلا تاريخيا توثق عبره الأمم لتاريخها وحاضرها ومستقبلها كما يعتبر وسيلة إعلامية ثقافية وكوسيلة ترويج اقتصادي .وظهر أول طابع بريدي في العالم في انجلترا في العام 1840م وقام بتصميمه السير (رولاند هل) بهدف إيجاد وسيلة جديدة للتخليص على الرسائل نقدا وصدر يحمل صورة الملكة فكتوريا منذ صدور أول طابع إلى يومنا هذا وكان الطابع آنذاك بمبلغ واحد بنس وقد سمي أيضا بالبنس الأسود،وهواية جمع الطوابع قديمة،والطوابع القطرية متميزة بالجودة،ومتطورة،فهناك الطابع المعطر بالعود،والطابع المتحرك، الذي صدر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، ويحمل صورة قلب وعند الضغط عليه يظهر رسما لشخص يركض،وهناك الطابع الشخصي،ويمكنك ان تضع صورتك او صورة اي مناسبة، على الطابع لتخلد ذكرياتك،ويمكن استخدام هذا الطابع على الرسائل.الاحتفال باليوم العالمي للبريد مناسبة تتجدد سنويا في 9 اكتوبر،وكان من مسئولياتي الاعداد للاحتفال بهذه المناسبة،لنشر الوعي البريدي، وفي الغالب يتم توزيع ملصق اليوم العالمي، وعلى سبيل المثال كان شعاره في احتفال 2007 هو"كونوا دائما على اتصال"،الى جانب نشر كلمة المدير العام للاتحاد البريدي العالمي،وايضا كلمة رئيس المؤسسة العامة للبريد وتركز على الالتزام بتقديم خدمة شمولية وتمكين العملاء من حقهم الطبيعي في الاتصال.
والبريد مثل وسائل الاعلام الاخرى، يتاثر ويتفاعل مع تطور التكنولوجيا ويستوعبها،والبريد الرقمي "ePost " تحد جديد يواجه المؤسسات والشركات البريدية،حيث يقود التغيير في هذا الاتجاه عاملان: تكنولوجيا المعلومات والعولمة البريدية،ويوفران خدمة افضل.وتتجه الحكومات ومؤسسات البريد للبحث عن افضل واسرع واسهل قنوات اتصال مؤثر مع التوجه نحو التوسع في استخدام شبكة الانترنت والبريد الالكتروني،ولذا كان الاتجاه الى تكنولوجيا جديدة من خلال البريد المهجن hybrid mail ،لتقديم خدمة طباعة وتوزيع فواتير الخدمات وكشوفات الحسابات البنكية وايصالات المدفوعات وذلك من خلال خطوة واحدة من مركز البريد المهجن، وعلى سبيل المثال كانت الفواتير وكشوفات الحسابات تقوم بها الشركات والبنوك من خلال اربع خطوات"الطباعة والتغليف والترحيل والتوزيع" وباسناد هذه المهمة لمؤسسات البريد باتت تتم في خطوة واحدة وتصل الى العملاء في وقت وجيز وباقل تكلفة. وتعتبر مصلحة البريد والبرق من أقدم المصالح الحكومية في السودان حيث تم افتتاح أول مكتب بريد وبرق في مدينة سواكن عام 1858 تحت الإدارة التركية وقد كان يتعامل بطوابع وأختام ولغة تركية . وقد كانت هنالك خدمات برقية في المنطقة منذ العهد التركي (1864- 1885) تحت اسم التلغراف الحربي وفي العام 1873م أنشئت إدراة مستقلة للخدمات البريدية والبرقية وظهر أول طابع بريدي في السودان في الأول من مارس 1898م وهو طابع الجمل وقام بتصميمه الضابط الإنجليزي استانتين ابان حملة كتشنر واستوحى المصمم هذه الفكرة من جمل الهجانة حيث كانت وسيلة نقل متعارف عليها واستخدم أيضا كوسيلة نقل المؤن والعتاد للحملة عبر الصحراء ويقال أن هذا الجمل هو جمل احد الفرسان الهواوير الشاعر إبراهيم الفراش .وقد تم بيع هذا الطابع لأول مرة في بربر لأحد أفراد الجيش وكانت قيمته مليم اصغر وحدة للقرش وأٌعيد إصدار هذا الطابع في العام 1948م مع تعديل العلامة المائية ، كما أُستخدم هذا الشعار فيما بعد في العملة السودانية واستخدم مؤخراً كشعار للبنك السوداني الفرنسي وإحدى شركات الكبريت. تحققت ارقام قياسية من خلال مؤسسات البريد،فقد اجرى الاتحاد العالمي البريدي UPU مسحا وسط الدول الاعضاء 192 دولة،يتعلق بتوزيع النسخة الاخيرة من كتاب Harry Potter - هاري بوتر - لمؤلفته البريطانية J.K.Rowling ، تحكي من خلال قصة الفتى الساحر،واظهر المسح ان البريد الامريكي والبريطاني وزع اكثر من مليون نسخة من الكتاب فيما وزع نظراؤهم الالمان والسويسريون النسخة الالمانية Harry Potter and the Deathly Hallows - "هاري بوتر وآثار الموت" - وذلك في وقت وجيز.واصبح قطاع البريد شريكا في الاختيار بالنسبة للتجارة الالكترونية فمعظم طلبات الكتاب عبرالانترنت تم شحنها عبر البريد وبحسب موقع امازون دوت كوم فانه تلقى من كل انحاء العالم اكثر من مليوني امر شراء للنسخة الاخيرة من الكتاب.وقد اصدر البريد الاسترالي والفرنسي طوابع بريد تحمل صورة الفتى الساحر"هاري بوتر".وهل نحلم بان تصل صحيفتنا الى توزيع مليون نسخة على غرار هذا الكتاب. ومن كيوبوست انتقلت الى الشرق ولا زلت امارس المهنة.

صحافة السودان
عرف السودان الصحافة الحديثة ، فصدرت (الغازيته) في العام 1898م باللغة الانجليزية كنشرة قانونية تهتم بالقوانين التي اصدرتها الادارة البريطانية في السودان لتنظيم وتقنين العمل الاداري والقانوني في السودان. ومازالت تواصل الصدور حتى الآن. وتعتبر البداية الحقيقية بصدور صحيفة السودان عام 1903م لاصحاب صحيفة المقطم بمصر وظلت تصدر مرتين في الاسبوع حتى العام 1941م.وفي العام 1919م صدرت أول صحيفة سودانية هي (حضارة السودان) وكان صاحب الامتياز السيد عبد الرحمن المهدي واخرون واختير الصحفي حسين شريف رئيساً للتحرير وهو صاحب القول المشهور (شعب بلا صحيفة انسان بلا انسان). ويذكر د. قاسم عثمان نور في دليل الدوريات السودانية الذي صدر 1999م أنه قد أمكن حصر حوالي مائة وثلاثين اصدارة هي بالطبع لا تمثل كل الاصدارات التي صدرت بالسودان خلال المائة عام التي انسلخت من عهد السودان منذ بداية الحكم الثنائي. لقد شهدت الفترة منذ العام 1919م وحتى العام 1998م صدور نحو 148 صحيفة سياسية عبرت عن طوائف دينية واحزاب سياسية، ومؤسسات ومجموعات وافراد وتعتبر جريدة النيل 1935م- 1969 اول صحيفة يومية تصدر في السودان منح ترخيصها لمجموعة من السودانيين والأجانب ابرزهم عبد الرحمن المهدي وكنتومخا لوس.
ربوع السودان
درست الصحافة في جامعة اسيوط 1983- 1987- فرع سوهاج ،تخرجت في كلية الاداب –شعبة الصحافة والاعلام، ،كان الراحل عبد الوهاب كحيل رئيسا للشعبة،وتعلمنا منه فنون الصحافة، من ابناء الدفعة،عثمان الهادي حاج عمر،وعثمان محمد صالح ،الذي احرز المركز الاول ونال جائزة مصطفى امين لاوائل اقسام الصحافة بالجامعات المصرية والعربية،ونصر الدين ابو جديري ، وعبد المهيمن فضل واماني عبد الله عبد الرحيم تخصص لغة انجليزية والان صحفية في فضائية CNBC عربية في دبي وخالد محمد علي عواتي معلم لغة انجليزية وحسن علي تخصص لغة انجليزية والان دبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية . جمعتنا اسرة "ربوع السودان" وتضم الطلاب السودانيين باقسام كليات سوهاج المختلفة خاصة كلية التربية شعبة اللغة الانجليزية، وطلاب المعهد التجاري،وكان الدكتور عبد العزيز السوداني مشرفا على الاسرة والتي كانت تصدر مجلة دورية تحمل اسمها،وكانت معملا تعلمنا فيه الف باء الصحافة،سبقنا في هذه التجربة عيد الروس عبد العزيزوهو صحفي يشار له بالبنان في جريدة الشرق الاوسط اللندنية والنور جادين، كان لاعبا في كرة القدم بنادي سوهاج الرياضي،وعندما عاد للسودان اتجه للتدريس في الجامعات، وجرفته السياسة وقام بتسجيل حزب الامة لدى مسجل الاحزاب والتنظيمات السياسية في عهد الانقاذ الوطني ،ووصف السيد الصادق المهدي امام الانصار زعيم الحزب هذه الخطوة بــ"النرجدة". كان الزميل الدكتور عبد المطلب صديق رئيسا لتحرير "ربوع السودان" وكنت سكرتيرا للتحرير،وكان اصدارها ليس يسيرا لشح المال،والعمل اليدوي في الاخراج الذي توليته،اما الطباعة فكانت في مطبعة صغيرة،نافسنا في مسابقة"افضل مجلة" واحرزنا المركز الاول من بين مجلات الكليات الاخرى مثل التربية والعلوم والتجارة،كان الزميل محمد حبوشة،الان من كبار الصحفيين بمؤسسة الاهرام المصرية،مشرفا على مجلة كلية العلوم، انتقل بعدها الى شعبة الصحافة،كانت له لمساته الابداعية والفنية .اصدرنا مجلة "ربوع السودان" وطبقنا ما درسناه،صدرت كاملة التبويب ولها هيئة تحرير،غيرنا نوع ورق الغلاف من العادي الى ورق غلوسي لامع،مما حسن من شكلها،تحريرا التزمنا بكل الفنون الصحفية من حيث الافتتاحية والحوار والتحقيق والمقالات،كان موضوع العدد ندوة عن مشكلة جنوب السودان نظمتها المجلة في دار اتحاد الطلاب السودانيين في اسيوط بمشاركة كافة الاتجاهات السياسية الطلابية و استشرفت الندوة آفاق حل هذه المشكلة التي اقعدت السودان عن التطور واللحاق بركب التنمية والاستقرار.
صحافة الخرطوم
ي عام 1987 تقدمت الى صحيفة الاسبوع للعمل بوظيفة محرر، وكان مقرها في شارع البلدية في قلب الخرطوم ،الذي اطلق عليه شارع الصحافة، حيث ضم بجانب الاسبوع صحف الايام والسياسة، لم احظ بمقابلة رئيس التحرير الاستاذ محي الدين تيتاوي- حاليا رئيس الاتحاد العام للصحفيين السودانيين- وتركت طلبي مشفوعا بنسخة من مجلة ربوع السودان لدى السكرتيرة،وخرجت ولم اترك عنوانا او هاتفا على امل العودة مرة اخرى،ولكن تفاجات بتنبيه منشور في الصفحة الاخير لمقابلة رئيس التحرير وبالفعل قابلته وتم تعييني بقسم الاخبار الذي راسه الزميل مصطفى يوسف وهو من المتخصصين في الصحافة، عمل مديرا لتحرير "الرأي" التي اصدرها العقيد"م" محمد توفيق وتم اغلاقها في مايو 1989 واعتقاله مع مدير التحرير ومحررين اخرين. كان الاستاذ احمد البلال الطيب مديرا للتحرير ، والزميل عامر تيتاوي رئيسا لقسم الاخبار الدولية،ثم انتقل الى الرياضة في صحيفة "الانقاذ الوطني". تميزت "الاسبوع" بالاستقلالية والمهنية، وضمت خيرة الصحفيين المتخصيين الشباب،الى جانب ، الاستاذ المخضرم نور الدين مدني سكرتير التحرير ورسام الكاركاتير الشهير هاشم كاروري الذي عمل في صحف عربية ،والصحافي الرياضي ميرغني ابوشنب،والشاعر الراحل مصطفى سند،من ابرز الاحداث في تلك الفترة اتفاقية السلام السودانية التي وقعها السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديمقراطي والدكتور جون قرنق رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، وهذه الاتفاقية لو طبقت لتغير وجه السودان الى الافضل ولما وصل الحال الى انفصال جنوب السودان في 9 يوليو 2005 ، لان انقلاب 30 يونيو 1989 قطع الطريق امام اتفاقية "الميرغني – قرنق". وايضا من الاحداث الكبيرة والمؤثرة في تاريخ السودان مذكرة الجيش في 20 فبراير 1989 والتي تضمنت 21 بندا ووجهت الى السيد/احمد الميرغني رئيس وأعضاء مجلس راس الدولة والقائد الأعلى للقوات المسلحة و السيد/ الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الدفاع الوطني والتي جاء في مقدمتها" انطلاقا من مسئوليتنا الوطنية والقومية التاريخية في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها البلاد، واعتباراً للظروف الأمنية الخطيرة التي يشهدها الوطن في بعض أجزاءه، وبعد قراءة ودراسة متأنية وعميقة للوضع الراهن واستشراقاً لآفاق المستقبل بكل ما ينطوي عليه من احتمالات قد تؤدي إلى انفلات يقود إلى تهديد وحدة تراب البلاد وتفتيت الأمة السودانية ومسارها الديمقراطي الذي ارتضاه الشعب وضمنه في مواثيقه ودستوره كخيار لا بديل له، وبناءاً على منطوق المادة 15 من دستور السودان الانتقالي لسنة 1985م التي تقرأ: «قوات الشعب المسلحة جزء لا يتجزأ من الشعب مهمتها حماية البلاد وسلامة أراضيها وأمنها وحماية أهداف ومكتسبات ثورة رجب الشعبية». فإن قواتنا المسلحة قد قامت بواجبها باحتراف وبسالة وتضحية وفي ظروف يمكن أن توصف بأنها الحد الأدنى من المناخ الملائم وتوفر المتطلبات الأساسية لإدارة أعمال القتال. وعددت المذكرة مهددات الأمن القومي السوداني و أكثرها خطورة وهي:التناحر الحزبي وغياب التوجه القومي- الانهيار الاقتصادي والتضخم والغلاء- نمو المليشيات المسلحة والاختلال الأمني- إفرازات الحرب في الجنوب- إفرازات الصراع المسلح الدائر بدار فور- انهيار البنيات الأساسية والاقتصاد والمجتمع وتأثيره المباشر على القوات المسلحة وتركيبتها القومية- انقسام الجبهة الداخلية في إسناد ودعم القوات المسلحة وإفرازات ذلك الواضحة على أمن العمليات وتأثير الحرب النفسية على الروح المعنوية.واكدت المذكرة ان المقترحات التوصيات تمثل الرأي العام العسكري بعد استقصاءه بواسطة الأجهزة المختصة وبعد التفاكر وإجماع آراء القادة في كل المستويات وتلخصت التوصيات في عدة نقاط منها :إن وحدة وتماسك القوات المسلحة هدف مقدس لا يقبل المساومة أو المزايدة، وإن القوات المسلحة ذات التوجه القومي المتجرد هي صمام الأمان الوحيد لتماسك ووحدة ومستقبل الوطن.- القوات المسلحة مع خيار الشعب السوداني الأصيل في الحفاظ على الديمقراطية وتاكيد ذلك في السادس من أبريل، وترفض كل أنواع الدكتاتورية وستظل أبداً وفية لواجبها المقدس في حفظ وصون وحدة وسيادة الوطن- التأكيد مرة أخرى أننا جميعا أمام مسئولية تاريخية ستسألنا عنها أجيال السودان القادمة، وهي أن نحافظ على أمن ووحدة وتماسك القوات المسلحة، ألا نقبل مطلقاً المزايدة باسمها،مع تأكيد الولاء لله وللأرض والشعب وقدم المذكرة /فريق أول فتحي أحمد علي، القائد العام لقوات الشعب المسلحة وامهلت الجهات المختصة اسبوعا للرد .
شارع الصحافة
انتقلت في 1989 الى صحيفة "السياسة" التي كانت تقابل صحيفة "الاسبوع" في شارع البلدية ،كان رئيس تحريرها الدكتور خالد فرح، ومدير تحريرها السر حسن فضل،توفرت لها امكانيات كبيرة،وجذبت خيرة الصحفيين والمتخصصين، عمر اسماعيل ، افضل سكرتير تحرير،جمال البدوي، اسماعيل آدم، اسماعيل محمد علي،وفي بدايتها كان بها الدكتور نور الدين عبد الرحيم،والدكتور صلاح محمد ابراهيم،وعبد الملك ابن خلدون،ابرز واقعة عندما انتصر القضاء لحرية الصحافة واعاد "السياسة" الى الصدور بقرار من المحكمة اثر تعطيلها اداريا بقرار من وزير الداخلية سيد احمد الحسين لمدة 10 ايام فيما يعرف بـ"قضية العصر" حيث قالت الصحيفة في هذ الصدد انها تمتلك شريط تسجيل"كاسيت" لحوار بين وزير الداخلية في عهد حكومة الصادق المهدي وينمتي الى الحزب الاتحادي الديمقراطي وسفير مصر يكشف عن وعود مالية مقابل اسرار حزبية.ووقتها استانف الاستاذ عبد الوهاب محمد عبد الوهاب"بوب" مستشار الصحيفة واحد كتابها ضد قرار الوزير وصدرالحكم بعودتها الى الصدور، وفي استطلاع صحفي اجريته مع كبار الصحفيين والقانونيين وفي مقدمتهم الاستاذ بشير محمد سعيد عميد الصحفيين السودانيين واحد مؤسسي "الايام" ، والاستاذ عمر عبد التام نقيب الصحفيين ، والاستاذ عبد الله الحسن نقيب المحاميين السودانيين وبرلمانيين اجمعت الاراء على اهمية القرار في ترسيخ حرية التعبير واستقلالية القضاء وعدم جواز تعطيل الصحف بقرار اداري. واتضح لاحقا ان قضية"الكاسيت" كانت مكايدات حزبية سياسية خاصة ،وخاصة ان الدكتور خالد فرح رئيس تحرير السياسية هو شقيقه رئيس جهاز الامن الذي كان منتميا الى حزب الامة، ومن قام بتسجيله احد افراد الامن يدعى سيف الدين سعيد مقابل عشرة آلاف جنيه وله صلة بفرح. وفي اول يونيو1989 تم تعطيل "الرأي" لصاحبها ورئيس التحرير محمد توفيق وهو ضابط سابق بالقوات المسلحة لنشرها مقالا اعتبر ماسا بالقوات المسلحة وتم اغلاق مكاتبها بعمارة" الامارات" بالسوق العربي ووضعها تحت الحراسة.كان الدكتور خالد فرح قد اكمل العدة لاصدار صحيفة" الحوداث" في الذكرى الثالثة لصدور السياسية ، وتقرر الاحتفال الجمعة 30 يونيو 1989،وقد اكتملت الترتيبات لذلك، كنا نغطي اخر جلسات البرلمان حول اجازة الميزانية وصدى مذكرة الجيش ، وعقد البرلمان جلسة مغلقة حول هذه المذكرة، وما تسرب ان السيد زين العابدبن الهندي، الامين العام للحزب الاتحادي الديمقراطي، وزير الخارجية، قد نعى لهم النظام الديمقراطي بعبارة" لو الديمقراطية اخذها كلب لما تجرا احد لينهره"، كان احمد عثمان الشهير بود المكي، نائبا ورئيسا لتحرير "الراية" لسان حال الجبهة الاسلامية القومية،يشيع ان انقلابا سيقع،كانت "السوداني" قد نشرت استطلاعا ان الغالبية من الشعب السوداني تؤيد التغيير عسكريا، وهو ما اغضب الزين حامد ، رقيب البرلمان عن كتلة الحزب الاتحادي الديمقراطي، الذي قال ان لو كان يملك سلطة لاغلق "السوداني" وتساءل كيف لصحيفة تدافع عن الحرية تطالب بوادها؟ اليس من اول يتضرر من الانقلاب الصحفيين انفسهم؟. ويوم الخميس 29 يونيو كان يوما شاقا،وعدنا الى مقر الصحيفة بصحبة النواب علي عثمان محمد طه،زعيم المعارضة وقتذاك ،نائب الرئيس حاليا، وود المكي ومهدي ابراهيم ، وابراهيم السنوسي، نائب الامين العام للجبهة،كانوا في طريقهم للمقر العام لحزيهم في نمرة2،كان الحديث يدور حول الاوضاع السياسة الراهنة،وجلسات البرلمان،لم يكن علي عثمان يتحدث ولكنه قطع صمته بطرح سؤال بصورة مباغتة: ماهي توقعاتكم كصحفيين ؟ فرددت عليه فورا: نتوقع انقلابا؟ فابتسم ولم يعلق. ذهبنا الى المطبعة في كوبر وكانت "الحوادث" في لحظات طباعتها الاخيرة تحمل العنوان الرئيس : الصادق المهدي : اذا فشلت فلن اشيع باللعنة،كنا مع رئيس التحرير ،وهاشم كرار مدير التحرير، وعمر اسماعيل، وعيد الروس عبد العزيز وجمال عدوي ،حاليا يعمل محررا بجريدة الوطن،انصرفت في الواحدة فجر الجمعة، وعدت الى المنزل في شمبات القريبة من كوبر،اما الزملاء فقد شهدوا ارهاصات الساعات الاولى لانقلاب 30 يونيو 1989 ، حيث تم اعادتهم من جسر القوات المسلحة "بري"حيث انتشر الجنود،وتم اعتقال رئيس التحرير خالد فرح لانه شقيق عبد الرحمن فرح رئيس جهاز الامن في حكومة الصادق المهدي، اما هاشم كرار وبقية الزملاء فعادوا الى المطبعة، وغير كرار العنوان الرئيس الى: انقلاب يشيع الديمقراطية ،ودارت المطبعة لتنتج عدة نسخ، ولكن تم بعد وقت وجيز قطع التيار الكهربائي فغرقت الخرطوم في ظلام دامس ولم يقرا"الاحداث" احد وماتت يوم ميلادها.انتقلت في اغسطس 1989 الى صحيفة السودان الحديث ، واستطيع القول ان "شؤون دبلوماسية" التي كنت احررها كانت اول صفحة متخصصة في الصحافة العربية،وفيها طبقت ما درسته في المعهد القومي للدرسات الدبلوماسية عام 1993 وكان تابعا لوزارة الخارجية السودانية. في عام 1997،بعد دمج الدور الصحافية الثلاثة "دار الثقافة،دار الاعلام،دارالسودان "في الدار الوطنية للاعلام التي اصدرت "الانباء" وSudan standard، تم تسريحنا كفائض عمالة ،وبعدها عملت مراسلا لـ"المستقلة" في الصادرة في لندن لصاحبها محمد الهاشمي الحامدي ومن ثم مكتب "الحياة" اللندنية في الخرطوم حتى عام 1998 ومنها الى الدوحة. وقد عملت سكرتيرا لتحرير صحيفة"الشمالية" الني صدرت في مايو 1993 أسبوعية شاملة كل ثلاثاء من 8 صفحات وسعرها 15 جنيها ، عن حكومة الولاية الشمالية، رئيس مجلس إداراتها ميرغني المزمل،وزير الثقافة والإعلام بالولاية الشمالية،ورئيس التحرير محي الدين تيتاوي،ومدير التحرير عمر إسماعيل ومتوكل عبد الدافع محرر ا للمنوعات ومن ثم سكرتيرا للتحرير بعدي ومحمد الصادق مشرفا على الرياضة . وكان مقر ها في مكاتب متابعة الولاية الشمالية في المقرن وتطبع بدار الثقافة للطباعة والنشر وتوزع من خلال دار التوزيع المركزي ولم تكن تملك أجهزة كمبيوتر وكان الصف الالكتروني يتم في صحيفة دارفور الجديدة .وكان الدكتور الحاج ادم الطاهر واليا للشمالية.وكانت الصحيفة تضم فريقا صغيرا من المحررين هم: نادية جلال ونادية محمد علي وصلاح احمودي وياسر حمد الدول وعبد المنعم محمد احمد وزهير صلاح حضرة الذي يعد الكلمات المتقاطعة. اسم الصحيفة وشعارها يجسد "النيل والنخيل" صممه التشكيلي المخرج الصحفي لقمان عبد الله. خلال عملي انجزت حوارت صحفية مع وشخصيات مهمة وعلى سبيل المثال:الرئيس السوداني عمر البشير وذلك بالمشاركة مع الزميل جابر الحرمي ، رئيس التحرير،ومع الرئيس الاريتري اسياس افورقي،ومع وزراء خارجية اريتريا،كينيا،اثيوبيا،سلطنة عمان،واسامة الباز مستشار الرئيس المصري السابق حسني مبارك،والسفير برنستون ليمان ،المبعوث الخاص للرئيس الامريكي باراك اوباما الى السودان . وفي المحصلة الصحفي من يصنع نفسه ومجده باجتهاده،والجامعات هي الحاضنة لتفريخ الصحفيين المسلحين بالمعرفة،ومما لاشك فيه ان جيل اليوم افضل من جيل الامس،في مهنة باتت علما له اصوله،وساحة للتنافس والجدية والمعرفة في عصر يتميز بمتغيرات مذهلة وفي طريق طويل يحمل كل ما هو جديد في عهد ثورة الوسائط المعلوماتية.