الاثنين، 23 فبراير 2009

حوار صحفي مع خليل ابراهيم .. رئيس حركة العدل والمساواة


رئيس حركة العدل والمساواة.. الدكتور خليل ابراهيم في حوار ينشر بالتزامن مع "الشرق" القطرية :
الوساطة القطرية ناجحة و"سلام دارفور" سيتحقق في الدوحة
العدالة والمساواة وانهاء التهميش المدخل لحل مشاكل السودان
نرفض تقرير المصير لجنوب السودان ونتمسك بالوحدة ارضا وشعبا
لا نعترف بالاحصاء السكاني ونرفض اي انتخابات قبل السلام في دارفور
صافحت الدكتور نافع ومن المعيب ان اتجاهل الوفد الحكومي
نؤيد الجنائية الدولية لكن "مفتاح الحل عندنا"

حوار :فيصل خالد :
عبر الدكتور خليل ابراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة ، عن امله في ان يتحقق السلام في الدوحة ، واشاد بجهود دولة، اميرا وحكومة وشعبا، وشدد على ان العلاقة مع دولة قطرليست مرحلية اوتكتيكية وانما استراتيجية ، وقال لـ"الشرق"نحن متفائلون بالدور القطري ونسال الله لهم التوفيق.وقال ان حركته بعد التوصل الى السلام ستتحول الى حزب سياسي .كما ابدى استعدادا لاستصحاب كل الطيف السياسي والحركات المسلحة في دارفور في العملية السلمية. وقال ان الحركة ترفع شعار"التغيير"من اجل سودان جديد تسوده العدالة والمساواة وان الحركة قومية وليست انفصالية ولذا ترفض تقرير المصير لجنوب السودان وتتمسك بوحده الوطن ارضا وشعبا ودعا الى حل على غرار "الحقيقة والمصالحة في جنوب افريقيا، وعلى الرغم من تأييده للمحكمة الجنائية الدولية إلا انه كشف عن"مخرج" وقال ان "مفتاح الحل عندنا" ، وهو ما يكشفه في الحوار النالي :


الدور القطري
وجدنا تفهما من القيادة في دولة قطر، واجتمع بنا حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، امير دولة قطر،والتقانا معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ، رئيس الوزراء ووزير الخارجية، وسعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود، وزير الدولة للشؤون الخارجية،وحقيقة وجدنا منهم كل تفهم ورغبة في التوسط وحلة مشكلة دارفور ولمسنا جدية وليس لديهم مصلحة سوى تحقيق السلام في دارفور، وهم ويقفون على مسافة واحدة بين اطراف النزاع ومحايدون ولذا نحن مطمئنون لوساطتهم وخاصة لن لدولة قطر تجارب في حل كثير من المشاكل المعقدة اكثر من شملكة دارفور مثل الملف اللبناني، وايضا التوسط بين الحوثيين والحكومة اليمنية وايضا بين السودان واريتريا وهذه خبرة وتجربة متراكمة في حل المشاكل ونامل ان يتحقق الحل على ايديهم .ووصلنا الى الدوحة ننشد السلام لانه خيار استراتيجي لحركة العدل والمساواة وسيجد الوسيط القطري منا كل التعاون ولدينا رغبة صادقة في الوصول الى حل فقط نخشى ان "تخذلهم الحكومة وتخذلنا" بعدم الالتزام ولييس هناك سلام بدون تنازلات وان يقوم كل طرف بما عليه من التزامات .وجئنا من اجل حقوق كل الشعب السوداني وبحثا عن حل شامل وسلام عادل ودائم ويكون مقبولا من جميع المواطنيين وليس مثل اتفاق ابوجا الذي لم يتحقق له القبول . ونامل ان يتحقق السلام في الدوحة فدولة قطر، اميرا وحكومة وشعبا، نعول عليها كثيرا في مرحلة مابعد السلام دعما للاستقرار واعادة الاعمار ونتوقع ان تنظيم مؤتمر المانحين في الدوحة بمشاركة كل دول العالم المحبة للسلام ، ولدولة قطر الامكانات والتجربة في مجال بناء السلام والاعمار ونحن ننظر الى علاقتنا مع الدوحة ليس من زاوية مرحلية اوتكتيكية وانما من زاوية العلاقة الاستراتيجية ، ونحن متفائلون بالدور القطري ونسال الله لهم التوفيق.
دور الوسطاء
هناك اهتمام دولي كبير بمشكلة دارفوروكانت المساعي تركز على استئناف المفاوضات التي انقطعت منذ مايو 2006، والرغبة كانت كبيرة في استئناف المفاوضات في الدوحة، ولذا جاءت الجهود الدبلوماسية من دولة قطر والوسيط المشترك جبريل باسولي والاصدقاء في بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا ودول الجوار مثل تشاد ومصروليبيا واريتريا، وايضا من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والجامعة العربية ولكل هولاء ممثلين في عملية الحل السلمي والمفاوضات الجارية، وارجو ان تسير الوساطة بشكل جيد وبمنهج واضح للتفاوةض حتى نستطيع ان نستعجل بتحقيق السلام وفي اقرب وقت ممكن ،والانتقال من مرحلة الى مرحلة بشكل سلس. ونحن نتوجه بشكرنا لكل الدول والمنظمات والاطراف على اهتمامها بحل مشكلة دارفور وآرجو ألا نخيب آمال الشعوب المحبة للسلام.الوسيط باسولي مجتهد وبذل جهدا كبيرا وما زال يبذل جهوده والطريق طويل يحتاج لجهد اكبر والمفاوضات صعبة ومضنية منذ الانخراط فيها وبداية الجولة الاولى وكتابة الاتفاق الاطاري تعكس النوايا الحسنة وارجو منه ان يصبر ونصبر نحن ايضا ونسير معا الى الامام .
حزب الاغلبية
- نحن في حركة العدل والمساواة لدينا جهد كبير لاستصحاب كل الطيف السياسي في دارفور وكردفان والمجتمع المدني والحركات المسلحة الاخرى والحركة لا تبحث عن وظائف سياسية وانما تهدف لانهاء الفقر والتهميش وانهاء البطالة وخلق فرص عمل لاربعة ملايين سخص وبد السلام يتتحول الحرة الى حزب سياسي يتحاج لتضافر الجهود وندعو كل المهمشين في السودان الى ان ينضموا الينا لاننا حزب الاغلبية ولان الاحزاب التقليدية والعقائدية والتي حكمت السودان اكثر من مرة فشلت تماما "ولا يجرب المجرب إلا الشقي" ولابد من التغيير في المرحلة القادمة والحركة سكون رائدة التغيير وتجديد الدماء في عروق السياسة السودانية ومن اجل رفاهية شعبنا.والسودان ليس فقيرا كما تراه وتريده تلك الاحزاب ولا نريد ان توجد قرى "دبة الفقراء".وحركة العدل والمساواة حملت السلاح لاجبار الحكومة على الجلوس الى طاولة المفاوضات، ولانها لاتستمع إلا لمن يحملون السلاح وهذه مشكلة في حد ذاتها، ولدينا رؤية واضحة لحل مشكلة السودان في دارفور وكردفان،وهي مشكلة في الاساس اجتماعية واقتصادية وسياسية ولا توجد نوايا انفصالية لدينا لان حركتنا قومية ووحدوية وحريصة على وحدة السودان ارضا وشعبا على اسس جديدة وبمعاني جديدة وسياسات جديدة لحكم السودان من اجل تحقيق رفاهية شعبنا.وحركتنا ليست عنصرية وليس لدينا مشكلة دينية مع اي طرف من الاطراف ونعترف بان السودان بلد متعدد الثقافات والاعراق والديانات ولابد من "الوفاق"من اجل نعيش جميعا والعدل والمساواة بين الناس وشعار الحركة "الميزان" ولذا نريد تحقيق العدل بين الجميع وما لم نحكم بالعدل فان السودان سيتفتت واخوتنا في الجنوب يئسوا من غياب العدالة والمساواة ولذلك طالبوا بتقرير المصير ونخشى ان يطالب اخوة اخرون به،ولذا ندعو الى المساواة والتعايش بين الجميع لضمان وحدة البلادوحتى نسلم الاجيال القادمة مثلما ورثناه من الاجداد ونريده بلدا موحدا، والمشكلة تكمن في ان المجموعة الحاكمة تصر على السيطرة من المركز وتركيز السلطه والثروة وتهمش الاقاليم ،ولا تحقق التنمية والعالة في تقسيم السلطة والثروة، ولذا تضاعف سكان العاصمة نتيجة النزوح والهجرة من الاقليم لعدم وجود التنمية الخدمات،وما نشاهده في الخرطوم كثافة سكانية كبيرة والهجرة اليها ما زالت مستمرة وهذا يشكل ضغطا على الخدمات والتي لا يجدها الناس حتى عدد "المقابر" تضاعف في العاصمة لان من يهاجرون ونزحون اليها لايجدون الصحة والعلاج ويموتون وعلينا نقل الخدمات وتحقيق التنمية العادلة والمتوازنة في الاقاليم.رسالتنا الى الاخوة في الجنوب ان الوقت لتقرير المصير 2011 قصير، وفي اعتقادي انهم اذا ساروا خلال السنتين في هذا المصير فالنتيجة حتما ستكون الانفصال بنسبة 100% والتجارب في جميع انحاء العالم تؤكد انه ما من مجموعة اختارت تقرير المصير إلا وكانت النتيجة"الانفصال" عن الوطن الام واذا جرى ذلك سينفصل الجنوب وانا ارفض تقرير المصير ليس للجنوب وإنما لكل الاقاليم وإذا كان لابد منه فيجب ان يشترك فيه الجميع ، وليس لدينا مانع ان يكون رئيس السودان جنوبيا وان يحكم مائة سنة، ونحن الحركة الوحيدة التي تطالب بذلك، ولابد من اجل وحدة السودان من تقديم تنازلات .
- حكم السودان
- رؤيتنا للحكم ليست لاقليم دارفور وحسب وانما لكل السودان حيث تركز على 4 مستويات للحكم هي : الحكم الاتحادي على مستوى السودان-الحكم الاقليمي – مستوى الولايات – مستوى المحليات ،وفي كل المستويات يكون تولي المسئولية والمشاركة السياسية بالانتخاب الحر المباشر من الشعب من القاعدة حتى رئيس الجمهورية، وان يكون هناك دستور واحد ، ولكل اقليم دستوره ، واذا مكننا الله سبحانه وتعالى من الحكم نريد السلطة للشعب وهو مصدرها وهو الذي يختار الشخص المناصب للمكان المناسب بالانتخاب الحر المباشروهو الذي يرسم السياسات ولانريد ان تسيطر قبيلة على حساب القبائل الاخرى الصغيرة،ولابد من التعليم حتى يتعلم الجميع الممارسة السياسية الصحيحية وكيفية الاختياروحملنا السلاح لمحاربة التهميش ولا نريد ان نمارسه في دارفور ونريد العدالة وتوجيه كل امكانيات الاقاليم نحو تنمية الانسان السوداني وتحقيق"التنمية البشرية" نتهم بالصحة والتعليم والمسكن والمأكل، لان الحكومة الان تحكم دون تحمل المسئوليةولابد ان تكون الحكومة في خدمة الشعب لا ان يتحول الناس الى خدمتها.والحكومة إذا ارادت ان "تعز شعبها ستعزه وإذا ارادت ان تذله اذلته" والحكومة اختارات الاخيرة وهذا ما نرفضه.والحركة تسيطر على 85%من دارفوروالحكومة وجودها في المدن الكبرى وانهزمت 3 مرات .والتطورات على الارض وستخرج مطلب اقليم دارفور من مطالبنا في التفاوض لاننا سنضعع تحت سيطرتنا وتيسطر ايضا على غرب كردفان.وليس مقبولا ان تركز الحكومة صرفها على المركز بنسبة 92% وتعطي الاقاليم 8% وما نريده قسمة عادلة ان يكون للاقاليم 70% من الايرادات و30% للمركز من اجل احداث التنمية في الاقاليم. ونحن نؤيد المحكمة الجنائية والبشير ليس هو الوحيد المطلوب وهناك قائمة ، وليس مقبولا ان يقول انه لنس يسلم "كديسه"، وبالنسبة لنا نريد السلام والعدالة والتي اذا انعدمت في الداخل ان تكون هناك جهة يلجا اليها الناس ،ولكن اذا تم رد الحقوق الى اهلها وكل من ارتكب جرما طلب الصفح يمكن للناس لن يلجاوا الى حق العفو .ومن عادة الشعب في دارفور والسودان كله ان تجد مخرجا ومحكمة المحكمة الجنائية لن تصر على اجراءاتها إذا الناس تصالحواوهذا المخرج يفرض عليهم الجلوس والتنازل والاعتراف بحقوق الاخرين وان يوقعوا على اتفاق عادل، وهناك نموذج لجنة"الحقيقة والمصالحة" في جنوب افريقيا حيث نجحت في التوصل الى مصالحة بتحقيق السلام والعدالة.واقول ان "مفتاح الحل" عندنا ولذا نحن جلسنا معهم في الدوحة والوقت ينفذ وليس من صالح البشير ولذا فهم "مستدرجين" وعليهم الاستفادة من الوقت .ونحن لا تعترف باالاحصاء السكاني ، ولن نتعرف باي انتخابات او نتائجها،فكيف تجرى الانتخابات ولم يتحقق السلام ولدينا القدرة على تعطيل الانتخابات المقبلة،اما نظرتنا المستقبلية فنحن متفائلونمن اجل سودان موحد مستقر يلعب دوره الاستراتيجي في العالم وينتهج سياسة حسن الجوار وتبادل المنافع المشتركة .
- لقطات.. لقطات

- روى خليل مصافحته للوفد الحكومي برئاسة الدكتور نافع علي نافع في الجلسة الاولى المغلقة من المحادثات وقال انه من المعيب عدم السلام وليس من الاخلاق في شئ ان اتجاهلهم لانني لست على خلاف شخصي معهم وانما نحتلف في قضايا عامة. وعادتنا كسودانيين ان نسلم على بعض وانا اشكرهم على ذلك هذه عادتنا ولا نريد ان"نحمر لبعض"وهم ردوا التحية وما"كشوا".

- من مواليد 1958 من قرية الطينة على الحدود مع تشاد ولكنه ليس لديه شهادة ميلاد واسمه عند دخول المدرسة خليل لكن اسم الاسرة "هنين" وهي اسرة كبيرةولديه من الذكور 8 اخوان من جهة الاب ومن جهة الام 4 توفى احدهم، ولديه من الابناء 4 اولاد و3 بنات يدرسون في الجامعات في السودان.

- درس في مدارس دارفور وبجامعة الجزيرة كلية الطب وتخرج عام 1984 ونال درجة الماجستير في طب المجتمع من هولندا .وكان عضوا في اتحاد الطلاب ورئيس رابطة طلاب كلية الطب وعمل طبيبا في السودان ومديرا لمستشفى امدرمان وعمل ايضا في السعودية، وتقلب في عدة مناصب حكومية عمل وزيرا للتربية تصم للصحة في دارفور والنيل الازرق ومستشارا لحكومة الجنوب.

- خرج من السودان 2001، وزيارته الى الدوحة هي الاولى من نوعها منذ خمس سنوات.


الدوحة 15 فبراير 2009
.............................................
وهنا حوار اخر اجريته عبر الهاتف وشاركني زميلي مصطفى عكر من جريدة الراية :
فيصل خالد – هاتفيا :
ثمن الدكتور خليل ابراهيم ، رئيس حركة العدل والمساواة ، جهود دولة قطر لحل ازمة دارفور،وامتدح زيارة سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود، وزير الدولة للشؤون الخارجية ،للاقليم لتلمس ابعاد الازمة على ارض الواقع، ولتبادل الاراء مع قيادة الحركة،وقال خليل "تستحق الدوحة كل التقدير لعزمها استضافة المفاوضات، وتشاورهامعنا ،فجزى الله سبحانه وتعالي الاخوة في دولة قطر كل خير".وقال ابراهيم ،خلال اتصال هاتفي ردا على اسئلة "الشرق"،نريد سلاما شاملا وعادلا ومنصفا وحلا شاملا وليس محدودا، لكل السودان، والتفاوض "رجل لرجل" ،بين الحركة والحكومة ، ومتمسكون بوحدة السودان،كما ورثناه من اجدادنا سنسلمه الى الاجيال القادمة ، ولا نريد بلدا مقسما بتقرير المصير او الحرب ".

سلام السودان
· كيف تنظر الى الجهود القطرية لاحلال السلام في دارفور وماهي رؤيتكم لحل الازمة؟
· نحن نريد السلام، لكل السودان،وحركة العدل حركة قومية لكل السودانيين، ونسعى لحل مشكلة السودان في دارفور،ونسعى لسلام عادل وشامل ولحل شامل وليس محدودا، ونسعى لانهاء التهميش وإرساء العدالة والمساواة بين الجميع،واقتسام السلطة والثروة بعدالة،وتثمن حركة العدل والمساواة جهود دولة قطر،اميرا وحكومة وشعبا،لحل الازمة بالطرق السلمية، وعزمها استضافته مفاوضات سلام دارفور، وزارنا سعادة السيد احمد بن عبد الله آل محمود، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في الميدان للوقوف عن كثب على ابعاد هذه القضية الصعبة والشائكة ولكنها في نفس الوقت قضية عادلة ، وذهب وفدنا الى الدوحة، من اجل التشاور وتبادل الاراء ،واستمعوا الاخوة في دولة قطر الينا واستمعنا لهم ، وللحركة رؤية للحل،ولابد للطرف الاخر ان يلبي استحقاقات السلام بإطلاق سراح كل المعتقلين من الحركة وغيرهم ،وان يكون التفاوض "رجل لرجل"، بين الحركة وحكومة الخرطوم،وليس سوى ذلك ، فنحن الحركة الوحيدة،ولا توجد حركات حقيقية على الارض،وسيق ان قلنا اننا نتحفظ على موقف الجامعة العربية، واوضحنا اسبابنا المقنعة ، ولكن اقول اجمالا، نحن لاعب اساسي ولا يمكن تجاهل رؤيتنا، فالجامعة، منحازة واستمعت للطرف الحكومي ، وهنا لابد ان اوضح ان الصراع في دارفور ليس بين قبائله المتمازجة والمنصهرة ، فالحرب اشعلتها حكومة الخرطوم، واستغلت القبائل، وهذه فتنة من المركز ، وليست من اهل دارفور الذين تعايشوا لقرون طويلة في سلام ووئانم وهذا ما نسعى لاستعاده حتى يعود للاقليم استقراره ومجده.

مأساة انسانية
· حدثنا عن الوضع الراهن في الاقليم؟
· مايحدث في دارفور مأساة كبيرة،تمس كل اهل دارفور وكل السودان، وتوصف "مأساة دارفور" بانها الاسوا في العالم، وهي نتيجة سياسات حكومة الخرطوم البغيضة ، واصبح اهلنا في دارفور ضحايا لعنف السلطة ، حيث قتلوا وشردوا وحرقت قراهم الآمنة، وحملنا السلاح لحماية اهلنا، وهي اللغة التي يفهمونها في الخرطوم وكانت ضربتنا الاخيرة في العاصمة القومية،والقضية بين المركز الاقليم وصراعا من اجل انهاء التهميش،وعدم الاعتراف بالدور النضالي والتاريخي للاقليم ومساهمته الوطنية،ونرى ان يكون حل القضية مدخلا لحل مشكلة السودان الكلية،و استخدم النظام العاطفة الدينية ، لاشعال الفتنة ،ولكن خاب ظنهم لتعايش قبائل دارفور عربا وافارقة، واستخدم النظام سياسية فرق تسد وقسم دارفور الى عرب و افارقه ، وكانت النتيجة قتلا حيث قضى اكثر من 300 الف شخص وشرد حوالي 3,5 مليون شخص ،وليس في العالم دولة يوجد بها مثل هذا الارقام ، وهذه ماساة حقيقية، استعانت الحكومة في بداية الصراع ببعض القبائل التي ليس لديها حيازات للارض " حواكير"،ولم تشترك القبائل العريقة والتي تملك الارض في هذه الحرب البغيضة وفتنة المركز،ولكن كل قبائل الاقليم انتبهت لخدعة الحكومة لضرب القبائل بعضها ببعض،لانها لاتميز بين شخص واخر سواء في دارفور او كردفان او اي مكان اخر،كانت تسلحهم وتمنحهم نمرا عسكرية ، ووسائل الدمار والقتل،حتى تستمر الحكومة لاطول فترة في السلطة، ولكن اهلنا في دارفور وصولوا الى حقيقة مفادها انه لا طائل من الحرب،لان الجميع كان يعيش في دارفور منذ قرون في سلام ، وحتى صراعاتهم كانت بسيطة وقليلة حول المرعى وكانت تعالج بمجالس الصلح و"الجودية"ولذا نجد الان ان الجندي المظلوم وقبائل دارفور على تنوعها توحدت وانضمت لحركة العدل والمساواة ، ولذا تحاول الحكومة اشعال الفتنة بين القبائل واخرها الصراع بين الهبانية والفلاته،ولذا باتت القبائل تعرف من يشعل الصراع ، او من يدفعهم الى الحرب بينما هم يتمتعون في الخرطوم ويكدسون ويودعون الاموال في بنوك ماليزيا .وحكومة الخرطوم، تستغل آلتها الأعلامية الضخمة،وتروج اخبار جعلت بعض الدول تصدقها، ومن بينها ان اهل دارفور ضد العروبة والاسلا، وما دروا ان كل اهل دارفور مسلمون، وليس بينهم مسيحي مع احترامنا للمسيحية،واهلنا عرب اصيلين، اكثر من "ناس عمر البشير الجابهم درب الحج"وهذه الحكومة هدمت اكثر من 5 آلاف مسجد وخلوة وأطفات نيران القرآن.
حل المشكلة
· اذا كان هذا هو الحال فما هو الحل ودور حركة العدل؟
· الامور في دارفور دخلت مرحلة تاريخية ، وعلينا ان نقف جميعا ، في الداخل والخارج،من اجل عمل جاد لوقف الحرب، حتى يعيش اهلنا في دارفور في سلام،ونتوحد امام "العدو" وليس مقبولا ان يكون اخواننا في العاصمة القومية يجمعون الاموال ويبنون العمارات،على انقاض واشلا اهلهم في دارفور، وهذه الظاهرة لابد ان تنتهي، والعنف المسلح ليس هو الطريق الى الحل،ولكننا حمل السلاح،في مواجهة عنف السلطة وسياسة الارض المحروقة وقتل الابرياء وتشريدهم، وما كانوا يتفاوضون إلا مع من حمل السلاح وحاورهم باللغة التي يفهمونها، ونرى ان يكون حل القضية مدخلا لحل مشكلة السودان،وإذا كانت حكومة الخرطوم جادة،وصادقة، وهي لن تكون، عليها اشراك الجميع في الحكم حسب الكثافة السكانية،وقسمة الثروة بعدالة،وتحمي الناس وحقوقهم لا محاربتهم،وقتلهم وتشريدهم،وتتجه الى التنمية الحقيقية وتطوير البنية الاساسية.لذا فحركة العدل والمساواة تسعى لتحقيق تلك الاهداف،ولم تستهدف اي قبيلة ، عربية ام عجمية،وليس هناك سفك دماء ، وهدفنا اسقاط حكومة البشير ، حتى نحكم انفسنا بانفسنا، وانصاف الحلول ما عادت مجدية،وحركة العدل تضم اكثر من مائة قبيلة، وادعو الجميع للانضمام الى هذه الثورة،وعلينا ان نتوحد جميعا وننبذ الحرب،حتى لا تطلق رصاصة في دارفور او غيرها من اقاليم السودان،ونحن امام لحظة تاريخية ، والنظام ايل للسقوط لا محالة قريبا جدا،وهم في الخرطوم يعلمون ذلك حتى ان الرئيس عمر البشير قال انه مستعد للتنحي اذا طلب منه ذلك،وهناك عدة محاولات لتغيير النظام من الداخل،لانه يعيش مشكلة في داخله، ولابد ن نشارك جميعا في بناء سودان جديد، والاخوة في جنوب السودان تبنوا ذلك ولكنهم اكتفوا بتقرير المصير، اما نحن مصرين على حل مشكلة السودان دون تقرير المصير، وضمان وحدة وامن السودان، من نمولي الى حلفا، ومن الجنينة الى بورتسودان وطوكر،ولايمكن باي حال من الاحوال ان يكون السودان بلدا مقسما بتقرير المصير او الحروب او غيرها، نريد بلدا موحدا كما ورثناه ونسلمه الى الاجيال القادمة موحدا ومزدهرا اقتصاديا ومتماسكا ، نريد وحدة حقيقية بين الشعب . ولانريد لدارفور ان تحكم وحدها ، بل ندعو لمؤتمر اقاليم السودان ، ليقرر،ويضع دستورا يحدد نظام الحكم،وعلاقة المركز بالاطراف،وضمان المواطنة وحقوق الانسان،وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة،ونريد تحولا ديمقراطيا حقيقيا،واذا سيطرت حركة العدل والمساواة لايمكن ان تحكم بقوة السلاح،لذا نريد انتخابات حرة ونزيهة وشفافة.وحكومة الخرطوم تستغل آلتها الاعلامية وتروج الاخبار الكاذبة بان اهل دارفور ضد العروبة والاسلام وما دروا ان اهل دارفور عرب اصيلين "اكثر من ناس البشير الجابهم درب الحج" وهذه الحكومة هدمت اكثر من 5 آلاف مسجد وخلوة واطفأت نار القرآن.
حركة واحدة
· كيف تطالب بمفاوضات منفردة وهناك حركات اخرى في الاقليم ؟
· العدل والمساواة هي الحركة الوحيدة على الارض وفي الميدان، ليس هناك حركات ، وانما افراد، لديهم تليفونات محمولة ويظهرون في الفضائيات، وهي "حركات انترنت" واصدار البيانات ،وهي تحت سيطرة الحكومة و التي قسمتها، وليس هناك حركات وانما"اصوات" تابعة لمخابرات حكومة البشير،واذا دخلت هذه الحركات في مفاوضات هدفها التوقيع على الورق ، لايمكن ان تصل الى اتفاق نهائي،لان هدفها المكاسب مثل الوظائف،واهدار حقوق الشعب، وهناك اكثر من 20 حركة،وكل الذين تفاوضوا كانت النتيجة فاشلة ولم يحلوا المشكلة والماساة لا زالت قائمة.
تغيير النظام
· تحدثت عن تغيير النظام وهذا مسئولية الشعب كله باحزابه المختلفة ،فهل الاولوية لحل ازمة دارفور ام تغيير النظام ؟
· نحن دعاة سلام،ولكن تغيير النظام هدف استراتيجي، ،نسعى لحل مشكلة السودان وليس انصاف الحلول ،وانهاء التهميش وتغيير النظام الاجتماعي وتحقيق العدل والمساواة بين الناس ، اما عن الاحزاب لدينا معها اتصالات، ولكن على سبيل المثال، السيد الصادق المهدي هو اول من حمل السلاح ، من خلال الجبهة الزطنية التي ضمت الحزب الاتحادي الديمقراطي،والاخوان المسلمين عام 1976،والسيد الصادق المهدي وقع اتفاق التراضي مع عمر البشير، ولا ادري على اي شئ يتم التراضي، فالمهدي ليس له موقفا ثابتا،و"كل يوم عندوكلام" ،ولا يستمر في تنفيذ خططه حتى نهايتها،فمهدي اليوم ليس هو مهدي الستينات او السبعينات،فهو رجل تغير ويبحث عن مصالحه،وحزب الامة ليس هو الحزب الغالب،ولا هو الحزب المعارض الحقيقي،ليس معروفا بالضبط معارض ام مع الحكومة؟ والان المعارضة الحقيقية في السودان ، سياسيا وعسكريا،هي حركة العدل والمساواة. اما الحزب الاتحادي الديمقراطي،ليس معروفا هل هو حزب معارض ام مصالح، مثل حزب الامة الذي لديه مصالح غير معلنة،وهي مصالح مشتركة بين حزب الامة والبشير. وفي رده على سؤال اخر حول التفاوض منفردا،لاعادة حزب والدكتور الترابي الذي واد الديمقراطية،قال ابراهيم،نحن حركة قومية،وتمثل كل قبائل السودان وتضم الشوايقة والدينكا والحوازمة والمسيرية،وكل قبائل السودان،وهناك تحول كبير لاننا الحركة الوحيدة حيث انضم الينا من حركة تحرير السودان جناح اركو مني ميناوي نائب القائد العام وقائد العمليات،ولذا نحن نسعى الى الوحدة،وكذا الحال انضم الينا طوعا عدة عمد وشراتي ومقاديم ،وادارت اهلية.

· عفوا، انت تتحدث عن تغيير النظام وانت كنت جزءا منه ؟
· صحيح انا كنت جزء من النظام ، وعندما تبين لي ان هذا النظام فاسد ويستغل التعاطف الديني للجماهير لاغراض سياسية،وضد مصالح الشعب ، قاتلته بشراسة وعارضته.والحديث عن انني كذلك، حديث قديم ومكرر، وليس هناك معارضا اكثر مني.
التحول الديمقراطي
· ستجرى انتخابات 2009 قلماذا لا تختار حركة العدل والمساواة هذا الطريق السلمي لتحقيق التحول الديمقراطي وهزيمة المؤتمر الوطني ؟
· هل تتوقع ان تكون الانتخابات حرة ونزيهة؟ وهل تتوقع ان يفوز السيد الصادق المهدي، او السيد محمد عثمان الميرغني، او الاستاذ محمد ابراهيم نقد؟ليس هناك ضمان باجراء انتخابات حرة ونزيهة،مع هذا النظام المزور للانتخابات، والمعادلة ستتغير ونحن من نحدد ان تتم ام الانتخابات ام لا؟ والمشاركة في الانتخابات القادمة بوجود الرئيس عمر البشير في السلطة ليس مجديا،وعمل لاطائل منه،لان النتيجة معروفة وهي التزوير،وبوجود نظام الانقاذ 20 عاما في سدة الحكم ، فان حركة العدل والمساواة لن تدخل في مشروع خاسر لان الانتخابات ستزور.
المحكمة الجنائية
· المحكمة الجنائية الدولية اتهمت ثلاثة من حركات دارفور بارتكاب جرائم حرب فما هو موقفكم من ذلك؟
· في موضوع المحكمة الجنائة الدولية، عليك ان تعرف انني من تقدم بشكوى ضد الرئيس عمر البشير الى هذه المحكمة،وهناك 50 شخصا من حكومة الخرطوم في لائحة الاتهام،اما الثلاثة من حركات دارفور معروفين لدينا،وللحركات،ونحن في حركة العدل والمساواة ليس علينا مساس، وتلفونات قادة الحركة معروفة في كل انحاء العالم، ونحن ما طرف في هذا الامر.
خطاب متشدد
· لماذا هذا الخطاب المتشدد ولماذا لا يتغير لحل الازمة سلميا، ولتوحيد حركات دارفور من اجل رؤية موحدة ،وحتى لا تتكسر وتتفرق؟
خطابنا موجه في الاساس الى حكومة البشير وليس سواها، ولدينا لها ما هو اشد، وانا معارض في الميدان "الخلا" وفي ظرف يختلف عن السياسي ،وينبغي ان تصب الجهود لحل الازمة وليس حماية البشير، ونحن متجاوبين مع الجهود القطرية، وهناك بعض الدول تهتم بالقضية ، منها على سبيل المثال مصر واريتريا واثيوبيا، وحول الوحدة فاننا اول من سعى اليها، وانتظرنا القوى الاخرى، والقوة لله وحده، ولا نقول نحن الاقويا، ولكن نقول اننا الحركة الوحيدة في الميدان،ولن ننكسر، ولو كان ذلك صحيحا لانكسرنا في اتفاقية ابوجا التي قالوا عنها " لايمكن تغيير شولة فيها" ، لذا نرى ان التفاوض يكون بين الطرفين المتحاربين، وليس مع الجالسين، من"حركات النت"، ونرى ان تعدد الحركات يهدد قضية دارفور العادلة،وبعضها ليس لديه رؤية او برنامج وهي "حركات ساكت"وغير موجودة على الارض ، ونحن ندعو الجميع للانضمام الينا، والى وحدة المعارضة ونريد وقف نهب ممتلكات المواطنيين وحل القضية واستعادة السلام والوئام في دارفور