الاثنين، 23 فبراير 2009

حوار صحفي مع الرئيس الاريتري اسياس افورقي




الرئيس الاريتري اسياس افورقي في حوار خاص مع الشرق :
قطر حققت "انجازا تاريخيا" بـتتويج الحوار اللبناني بـ"اتفاق الدوحة"
جهود سمو الأمير تحظي بتقديرنا وتشاورنا حول القضايا الإقليمية والدولية
المشاريع القطرية في اريتريا والسودان لصالح شعبنا
أحداث امدرمان "مؤسفة" ونعمل مع الأصدقاء لحل قضية دارفور
تحسين العلاقات بين الخرطوم وانجمينا لصالح الاستقرار في المنطقة
حوار - فيصل خالد:
أعرب فخامة الرئيس اسياس أفورقي، رئيس دولة اريتريا، عن تقديره لنجاح جهود حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، أمير البلاد المفدى، ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس اللجنة العربية رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في حل الأزمة اللبنانية.
ووصف الرئيس الارتري ، في حوار خاص مع الشرق ، "اتفاق الدوحة" بين الفرقاء اللبنانيين بأنه "انجاز تاريخي" ليس لدولة قطر فحسب وإنما للأمة العربية ويسهم في استقرار المنطقة بأسرها. وقال إن اختيار قطر لرئاسة اللجنة العربية ولحلحلة الأزمة اللبنانية ليس صدفة ونجاحها باعتبارها وسيطا نزيها. وأشاد الرئيس الاريتري بمتابعة سمو الأمير الحوار الوطني اللبناني، وان تواصل دوره يسهم في تطبيق الاتفاق على ارض الواقع وتقويته ويعزز الاستقرار في لبنان ونوه في هذا الصدد بدور دولة قطر في الاهتمام بقضايا المنطقة.
وقال الرئيس الاريتري إن زيارته إلى الدوحة تزامنت من توصل اللبنانيين لاتفاق بفضل جهود دولة قطر في إطار المبادرة العربية، وهذا "خبر مفرح"، وان مباحثاته مع القيادة القطرية تناولت تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات، والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفيما يلي تفاصيل الحوار .

*حدثنا عن زيارتك إلى الدوحة ومباحثاتك مع القيادة القطرية ؟
- تأتي زيارتي في إطار العلاقات الثنائية بين دولة قطر ودولة اريتريا والتعاون المستمر بين الدولتين ، وهي زيارة عمل لمدة يومين ، وتزامنت مع حلحلة الأزمة اللبنانية بمبادرة من دولة قطر وجهود سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، أمير البلاد المفدى ، ومعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، رئيس اللجنة العربية رئيس الوزراء وزير الخارجية ، وهذه الجهود أثمرت باتفاق اللبنانيين في الدوحة تحت مظلة الجامعة العربية . وجئت إلى الدوحة في إطار زيارة إلى المنطقة ، وبهدف متابعة التعاون في كافة المجالات والاهتمام بالقضايا المشتركة في المنطقة العربية وشمال وشرق إفريقيا ، وتباحثت مع سمو الأمير وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، نائب الأمير ولي العهد حول علاقات التعاون بين البلدين وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك . وتناولنا تلك القضايا في إطار سلسلة من الحوارات والتفا كر والتشاور حول العلاقات الثنائية وأيضا الأوضاع الإقليمية والدولية ذات التأثير والاهتمام المشترك.
*كيف تنظر لنجاح دولة قطر في حل الأزمة اللبنانية ؟
- حل الأزمة اللبنانية لم يكن صدفة أو مفاجأة ، لان اختيار دولة قطر لرئاسة اللجنة العربية وجهود سمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ، أمير البلاد المفدى، كوسيط نزيه ، والجهود المثابرة لمعالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ، رئيس اللجنة العربية رئيس الوزراء وزير الخارجية ، أدى إلى حلحلة الأزمة اللبنانية المعقدة ، وبحمد الله وتوفيقه توصل اللبنانيون إلى اتفاق بعد تجربة مريرة من الإخفاقات والخلافات ، وما تحقق انجاز سياسي وتاريخي عظيم ليس لدولة قطر فحسب وإنما للأمة العربية ويسهم في استقرار لبنان و المنطقة العربية بأسرها. وحل الأزمة السياسية اللبنانية "خبر مفرح" للمنطقة العربية دون تمييز ، ويحتاج اتفاق الدوحة إلى المتابعة لضمان تنفيذه على ارض الواقع ، والتزام الفرقاء اللبنانيين ببنوده حسب المواقيت والاستحقاقات المحددة ، خاصة انه عالج جذور الأزمة، والاتفاق على رئيس توافقي ، وحكومة وحدة وطنية ، واعتماد قانون الانتخابات على أساس القضاء دائرة انتخابية. وباختصار وضع اتفاق الدوحة لبنان في مرحلة جدية من الاستقرار وهنا ننوه بدور دولة قطر في منطقة الشرق الأوسط .
* كيف تنظر إلى مستوى التعاون الثنائي ، والى الاستثمارات القطرية في دولة اريتريا؟
- العلاقات بين البلدين تشهد تطورا ملموسا ، وعلاقات التعاون قوية ، وشملت مباحثاتي مع القيادة القطرية أوجه التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية ، ونثمن الاستثمارات القطرية في دولة اريتريا ، وهناك أكثر من مشروع في مجالات السياحة والتعدين والزراعة والصناعية ومشاريع تطوير البنية التحتية إلى جانب مشاريع تطوير المنطقة الحدودية المشتركة مع السودان بدعم من سمو الأمير، وهي مبادرة لصالح الشعبين في البلدين ، ونتطلع إلى تطوير علاقات التعاون مع دولة قطر في كافة المجالات .
* وماذا عن العلاقات بين اسمرا و الخرطوم؟
- العلاقات بين اريتريا والسودان تتطور كل يوم ، وهي علاقات إستراتيجية وتاريخية وتتجه إلى النمو ونعمل على تقوية العمل المشترك لصالح المنطقة وإيجاد الحلول للمشاكل ، ومهما كانت الإخفاقات في مرحلة من المراحل ، فإن امن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من امن واستقرار اريتريا ، والعمل على تطوير وازدهار العلاقات ركيزة من ركائز السياسة الخارجية لدولة اريتريا والعلاقات بين البلدين لا تربطها المصالح ، وإنما هي علاقات بين شعب واحد تجمعه قواسم مشتركة ، وهناك أكثر ما يربط الشعبين ، ليس المصالح أو الجغرافيا أو الثقافة ، وإنما علاقة إستراتيجية علينا أن نعمل على تطويرها وخلق ارض صلبة لمستقبل الأجيال المقبلة ، ويهمنا ما يجري في السودان من اجل الاستقرار في المنطقة ونتابع التطورات من اتفاق نيفاشا لإحلال السلام في جنوب السودان وكذلك قضية دارفور .
* هل نتوقع دورا لفخامتكم في قضية دارفور والعلاقات بين السودان وتشاد؟
- قضية دارفور جزء أساسي من اهتمامنا و"هم" كبير بالنسبة لنا ، وهذا ليس جديدا ، ونتابع تطوراتها ونسهم من اجل التوصل إلى حل يفضي إلى الاستقرار ،وهناك اتفاق طرابلس في 2006 ، وأيضا مباحثات فبراير 2007 ، وكلها جهود تصب لحل القضية ، وهناك تحديات كثيرة وإخفاقات، تحتاج لجهود ، كما نحرص على معالجة تداعيات توتر العلاقات بين السودان وتشاد ، والوضع في دارفور لا يمكن أن تربطه بهذه العلاقات ولكن لا يمكن فصله منها، ونعمل مع أصدقاء جادين في المنطقة من اجل الحل ولاستقرار السودان الذي فيه استقرار لكل المنطقة ومهما كانت التحديات والتعقيدات لابد لنا من وضع حلول للمشاكل .
* وكيف تنظر لأحداث امدرمان وتداعياتها ؟
- هي أحداث "مؤسفة" ، وكان أملنا كبير في محاولات الوساطة بين الحكومة السودانية وحركات دارفور في تجاوز التعقيدات في دارفور ، ولا ننحاز إلى طرف على حساب الأخر في الدور الذي نقوم به . وهناك عوامل وأجندات خارجية تعقد هذه المسألة ، وجاءت عملية امدرمان لتزيد التعقيد ، نأمل ألا تكون عائقا أمام إيجاد حلول لقضية دارفور أو تحسين العلاقات بين السودان وتشاد.
* حدثنا عن جهود البناء والتنمية في اريتريا وما تحقق من انجاز؟
- لا نقول إننا حققنا انجازا ، لكن طموحاتنا أن نبني اقتصادا ينمو بشكل مستدام ، والتعاون مع جيراننا من اجل بناء اقتصاد قوي ، ونقول إن ظروفنا أفضل من غيرنا ، والتحديات لا زالت موجودة ، والانجازات الكبيرة والحقيقية في تقديرنا في إن نقدم الخدمات الأساسية وتوفير الغذاء للمواطن ، وتطوير البنية التحتية ، وقيام مؤسسات فعالة ، وما انجزناه في مجال الاقتصاد والبناء وتطوير البنية التحتية ، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من جفاف ومجاعة ، قد يعتبر نجاحا خاصة ان العالم يشهد ارتفاعا في الأسعار ومشاكل الأمن الغذائي ، ونحن في اريتريا نتعاون مع السودان وتدعيم النجاحات الاقتصادية .