السودانيون طالعوا كتابه "ما المنفى..وما هو الوطن"..ومركز في الخرطوم يحمل اسمه
الخاتم عدلان تمسك بالمبادئ وسار على درب "ابن رشد "
استلهم السودانيون مبادئ الراحل الخاتم عدلان ، وهو سياسي ومفكر سوداني غيبه الموت قبل عامين ، بمناقشة ارثه الفكري والثقافي من خلال تدشين كتابه "ما المنفى .. ما هو الوطن؟" السبت الماضي بنادي الجسرة الثقافي ، وقدم متحدثون استعراضا للكتاب ، وجوانب إنسانية للراحل .وخاطب الاحتفالية، التي نظمها أصدقاء الراحل وأعضاء منبر سودانيز اونلاين ، الأستاذة تيسير مصطفى زوجة الراحل من لندن عبر الهاتف . وقدم المسرحي محمد سني دفع الله "نلوجا" بمشاركة ودرملية وطارق وكتبه السينمائي د. عبد الرحمن نجدي ويحكي مسيرة الراحل . وقال المهندس معتصم الطاهر ، في مستهل الاحتفالية " خاض الخاتم باكرا في حقل العمل العام ، يسنده ذكاء وقاد ينمو يوما بعد يوم ، كأنه مسافر في الزمن بمركبة تتوافر فيها كل قدرات الاستبصار العلمية المحفزة على ضخ الجديد في عروق ومفاصل الأفكار لتلاقح مع الواقع المعقد ، تفعل فعلها خلف الأشياء . . وتمنى الطاهر " تبني مشروع الخاتم عدلان للتنوير وتوفير كل أسباب النجاح له حتى يرى النور ، بذلك نكون خلدنا اسم الشهيد الخاتم بين الخالدين من عظماء شعبنا وجعلنا من تراثه الفكري احد المصابيح التي تضئ الطريق للأجيال القادمة التي نأمل وان نتمكن من بناء سودان حر يسع الجميع ويسعد شعبه " .. وولد محمد الهادي احمد رجب ، والذي عرف بالخاتم عدلان ، حاملا اسم جده لامه ، عام 1948 ، وغيبه الموت 24 ابريل 2005 بلندن . وله ولدان حسام واحمد.
الصديق والإنسان
تحدث الأستاذ جعفر عباس ، والصحافي بقناة الجزيرة ، عن الخاتم ، الصديق ، الإنسان ، وجاءت شهادته مؤثرة ورسمت صورة من قريب لإنسان بسيط مسكون بانسانية ابن البلد ، وفيه بذرة الخير وهنا يتحدث جعفر بلسان الخاتم " أنا قروي ، من دكت الجعليين ، من قرى المناقل ، البس العراقي والسروال مع أهلي ، واعمل مع أبي في الحواشة ، ويحلف هو أن ارجع لان النهار راح ، وأصر على الرجوع سويا رجلا برجل ، ادخل على أهل بيتنا في العيد ، ادخل بيوت البجا التي لا يدخلها الجعليون ، وادخل بيوت الكمبو التي لا يدخلها البجا ، وآكل هناك واشرب ، واصطحب إخوتي الصغار في مسيرة تستمر عدة ساعات ليسلموا على خالاتهم وعماتهم ويتسللون م الواحد اثر الواحد لمواعيد أكثر إغراء يكونوا قد ضربوها بليل ، وانهي الجولة وحدي ، ولكن لا اترك بيتا لا ادخله " وتابع "كان الخاتم جزءا من العائلة التي وفرت له مكان للاختفاء وهو يواجه بطش السلطات الأمنية لحكومتين عسكريتين ، ورغم كل ذالك كان مرحا ، ولا تفارق الدعابة مجلسه ، ولم يتخرج في جامعة الخرطوم إلا بعد سنوات لأنه كان مطاردا ، ورغم ذلك نال مرتبة الشرف الثانية ، وحال موقفه السياسي من تعيينه معيدا،. ويكشف عباس ، أن تسلم رسالة الخاتم عام 1991 عن خروجه من الحزب الشيوعي ، وجاء فيها " استغليت فرصة الاختفاء ، وتصالحت مع ضميري الفلسفي " وهنا عرف عباس ان تلك العبارة كانت شفرة مفارقة الحزب الشيوعي وانه لم يعد مقتنعا بالماركسية ، ولذا عندما نعاه الشيوعيون ، حفظوا له خروجه ، وموقفه ، إذ قالوا " لم يخن ، ولم يبع أسرار الحزب".
استعراض الكتاب
واستعرض الدكتور الفاضل بشرى كتاب الراحل "ما المنفى ...وما هو الوطن؟" من خلال ورقة قدمها التشكيلي عماد عبد الله جاء فيها " صدر الكتاب عن مركز الخاتم عدلان للاستنارة ومنشورات مدارك بعنوان (ما المنفى.. وما هو الوطن؟ ) في باكورة أعمال هاتين المؤسستين معاً . وهو مجموعة مقالات مختارة قدم لها الدكتور الباقر العفيف كما سرد جانباً من حياة ونضال ومكابدة الخاتم الدكتور، و فيها أيضا نقرا كلمات الخاتم الوضيئات "اشهدوا مني ..وانشروا عني .. أني عشت حياتي كلها أنشر الاستنارة وأحارب الخرافة ولو تبقى من عمري يومين أو ساعتين أو دقيقتين وأنا قادر لنشرت فيهما الاستنارة" في هذا الكتاب وعن الفيلسوف ابن رشد نطالع ما خطه قلم الخاتم الرصين من أن هذا الفيلسوف أعلى من شأن العقل ومكانته ورفعه على ما عداه واهتدى بنوره في كل مساعيه وشق به المجاهل في جرأة ونفاذ بصيرة فهل ترى كان الخاتم يتحدث عن شخص آخر غير نفسه؟إن أولئك الأفذاذ الذين ظللت تحدثنا عنهم يا خاتم من مفكرين وغيرهم , وضعوا الحقيقة والوطن في حدقات عيونهم , فأنت منهم دون شك , تسير في مقدمة صفوفهم , أولئك المتعبون المتعبين للطغاة المفندين لخطرفات كل من يحتفي بالظلام. حفل الكتاب الأول هذا بمقالات للخاتم, وعرض كتب ومقابلات أجريت معه, وشملت الأجزاء المختلفة للكتاب كل الجوانب التي انشغل بها الخاتم في حياته: الفكر والسياسة والكتابة الإبداعية.فيه نجد نقداً لخطاب الاسلامويين وكاهنهم الأكبر , وفيه نطالع تحليل الخاتم المفحم في مقاله المعنون "بين عبد الله على إبراهيم والأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب " و ذلك ضمن مقالات أخرى عديدة.وأعتقد أن هذا السفر الأول يقدم فكرة طيبة عن قلم وعقل الخاتم عدلان الذي امتاز بخاصية فريدة هي النفاذ أولا إلى جوهر الأشياء.صدر هذا الكتاب عام 2006م في الذكرى السنوية الأولى لرحيله" .
سياسي ومفكر
وقال الأستاذ محمد سليمان ، في ورقة بعنوان الخاتم عدلان : السياسي .. المفكر .. الإنسان " لا زلت اذكر صورة الخاتم ، طالب الفلسفة النابه ، وهو منغمس في مناقشات وحوارات طويلة مع أصدقائه وزملائه ، حول كوب شاي في الفناء الواقع أمام داخلية القانون ، يدحض مقولات فتجنشتاين أن "على الفلسفة أن تترك كل شئ كما كان عليه" لم يكن الخاتم ينطلق فقط من مقولات الماركسية النمطية ، بان دور الفلسفة ليس هو تفسير التاريخ وإنما تغييره ، بل عن وعي عميق بان النظرة التي تفصل بين النظر والعمل ، وبين الفكر والممارسة ، وتحول الجهد الفلسفي إلى نشاط نظري مجرد لا علاقة له بمصير الإنسان وتطلعاته ومصالحه ولا بالصراعات الاجتماعية ، بدعوى حياد الفلسفة أيدلوجيا ، إنما هي حقيقة الأمر نظرة أيدلوجية تهدف إلى كبح التغيير والحفاظ على الوضع الراهن وتكريسه . وهكذا ، حتى في تلك السنين الغضة ، لم تكن الفلسفة بالنسبة للخاتم نشاطا ذهنيا صرفا شغله التحليل المنطقي واللغوي ، يمارس في غرف الدرس والمحاضرات فقط ، وإنما عمل نضالي خلاق يسهم في امتلاكنا رؤية شاملة ومتماسكة للعالم ، نشاط مجاله البشر وتطور المجتمعات ، يمارس وسط الجماهير في الشوارع والساحات والفضاء العام ، ويهدف ليس فقط إلى فهم العالم وإنما أيضا إلى تغيير الواقع . تلك الرؤية الشاملة المتماسكة ظلت هي العلامة المميزة لمسيرة الخاتم ، الرؤية الشاملة المتماسكة التي تنتظم الخاص والعام في حياة الخاتم و التي تنسج لحمة الفكر بسداة السياسة. كانت مواقف الخاتم السياسية صلبة ومتسقة لأنها كانت تستند دائما إلى مثل ذلك التحليل العميق النافذ والكاشف والمباشر . وكانت مهمة المفكر بالنسبة له هي فتح الأفاق أمام تحسين حياة البشر وخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم. كان يرى أن الفساد الجوهري في الممارسة السياسية في السودان لا يتمثل فقط في هزيمة المشاريع الفكرية والسياسية للقوى السياسية الرئيسية وإنما في الوهن بل الخواء الأخلاقي الفظيع لزعماء القوى السياسية . ولان السياسة ذبحت على أعتاب القداسة في السودان فقد ظل سؤال القداسة في تجلياته المختلفة يشكل هاجسا قويا ومستمرا عند الخاتم ، ولم يكف عن فضح القداسة السياسية .وناضل الخاتم في مضمار السياسة السودانية مستخدما ذات أسلحته التي ساهم بها في مجال الفكر ، العقل والعقلانية والمنهج العلمي والموضوعية والاستقامة والأمانة والوضوح وقد أدرك الخاتم ، بعد كدح شاق ومؤلم وعذاب وخسارات واعتقالات وسنوات المطاردة والاختفاء، إن ممارسة السياسة بأدوات الفكر لم يكتب لها النجاح الذي تستحقه بما امتلكه من محتوى وغنى وأدرك من واقع تجربة الحركة السياسية الصغيرة التي أنشأها وظل على قيادتها حتى رحيله .كانت ممارسته السياسة قائمة على العقل والعلم والشفافية والمسئولية والوضوح والاستقامة والتجرد وستظل غريبة على مناخ السياسة السودانية في المستقبل المنظور وان التربة السياسية تحتاج إلى إصلاح وحرث عميق قبل أن تتهيأ لممارسة سياسية جديدة. لقد ظل الخاتم طيلة حياته مدافعا أمينا عن دور العقل المتجاوز للواقع المستشرف للتغيير، وفي ذلك كانت الوحدة العضوية للمفكر والسياسي.
مركز الاستنارة
رندا حاتم قرأت مقاطع من قصيدة "يا صديقي" للشاعر عبد الله محمد عبد الله وقدمت رؤية مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية حيث يعمل المركز لتحقيق السلام الاجتماعي والذي يتحقق على أساس هوية وطنية متعددة الإبعاد ورسالته تأصيل وتعزيز ونشر ثقافة السلام وتوطيد وترسيخ الديمقراطية والمركز منظمة غير ربحية تنتهج منهج الدراسة والبحث والنشاط العام وتزويد المجتمع بمختلف المهارات والأدوات الخاصة بالمشاركة والتفاعل بينها.البرامج :-برنامج السلام وحقوق الإنسان برنامج الإصلاح التربوي برنامج نافذة على إفريقيا
زوجة الخاتم
خاطبت الاحتفالية عبر الهاتف من لندن الأستاذة تيسير مصطفى، رفيقة درب الخاتم وقالت " ورغم ان المقام مقام حزن إلا ان هذه المناسبة ليست لاجترار الحزن فاسمحوا لي هنا بالتعبير عن فرحي وأنا أشاهد احتفاء الناس بأفكار الخاتم وأن تجد أعماله الحفاوة التي تستحق .وبصدور الكتاب يتحقق جزء يسير من أحلام الخاتم وانه ليحز في نفسي ان يحدث ذلك وهو ليس بيننا..لكن عزاؤنا أن أفكاره تنشر وذكراه تخلد. وفي الحقيقة لولا تضافر جهود عديدة ما كان للكتاب أن يرى النور و الكتاب" ما المنفى وما هو الوطن" هو عنوان المقالة الأولى عن "أبي الوليد ابن رشد" ذلك المفكر العالم الفيلسوف والذي أحبه الخاتم واحتفى به. فهناك أوجه شبه عديدة بين ابن رشد والخاتم فكلاهما أعلي من شأن العقل..فبذل لهما العقل من كنوزه و لم يبخل العقل عليهما بكنوزه..وضنت بلادهما عليهما حتى بالمأوى..ناهيك عن منح كنوزها.
باقان والعفيف
كما شارك الأستاذ باقان اموم ، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ، بكلمة عبر الهاتف من الخرطوم قائلا " و صديق حميم ، التقينا في النضال من اجل الديمقراطية ، من اجل السودان الجديد ، وبناء البلد احلم الذي عمل من اجله ويسع كل أبنائه ، وكان الخاتم مناضلا جسورا يقضي كل كل حياته من اجل ذلك الحلم الذي راود كل السودانيين ، خاصة المهمشين في بلادنا، وعندما نتحدث عن الخاتم وكتابه وإسهاماته تمر بلادنا بمرحلة عصيبة والسودان الآن أحوج لأمثاله من إي وقت مضى ، ولدوره مكانة في قلوبنا ، كان صديقا لنا أيام النضال ، وصديقا لقائدنا الدكتور جون قرنق ، ذهب الاثنان ، ونحن الآن نواجه صعوبات حقيقية ، مستقبل السودان في وضع غير معروف ، وفي مفترق طرق ، يكون أو لا يكون ، كانت إسهامات قرنق والخاتم النضالية من اجل تحقيق السودان الجديد ، وكان معنيين بالنضال من اجل ذلك ، السودان الجديد مثل لكل الديمقراطيين ، ويضئ الطرق ، وهو مشروع النهضة الوطنية الشاملة ، واستعادة الديمقراطية. وقال الدكتور الباقر عفيف ، مدير مركز الخاتم للاستنارة والتنمية البشرية بكلمة عب الهاتف من الولايات المتحدة ، "انحاز الخاتم للضعفاء بفكر عظيم انتظم سلوكه اليومي ، وكان متفانيا ، ولحديث عنه فيه متعة ، وكان فقده عظيما ، وترك فراغا سياسيا وفكريا ، سيظل لفترة طويلة ، رافقته لحظة بلحظة ، أثناء مرضه ، وهو يحتضر ، وهو يموت .
هالة عبد الحليم
وقالت الأستاذة هالة عبد الحليم ، رئيسة حركة حق ، عبر الهاتف من الخرطوم ، شهادتنا مجروحة ، فالخاتم كان نموذجا للمثقف الشامل ، تجسدت فيه المعرفة والاستقامة ، والموقف الأخلاقي ، مناصرا لقضايا الحق ، وكان مفكرا وأكاديميا عفيفا ، فكره مائدة عامرة ، كتاباته كشفت عن تنبؤات ، وحملت إشارات عميقة ، مما يجعله خالدا وباقيا فينا ، كان نصيرا للمرأة وحطم الصورة النمطية للمرأة ، وانأ فخورة بالانتماء إلى منظومة فكرية أنشأها الخاتم واحتل موقعا كان يشغله .
الخاتم عدلان تمسك بالمبادئ وسار على درب "ابن رشد "
استلهم السودانيون مبادئ الراحل الخاتم عدلان ، وهو سياسي ومفكر سوداني غيبه الموت قبل عامين ، بمناقشة ارثه الفكري والثقافي من خلال تدشين كتابه "ما المنفى .. ما هو الوطن؟" السبت الماضي بنادي الجسرة الثقافي ، وقدم متحدثون استعراضا للكتاب ، وجوانب إنسانية للراحل .وخاطب الاحتفالية، التي نظمها أصدقاء الراحل وأعضاء منبر سودانيز اونلاين ، الأستاذة تيسير مصطفى زوجة الراحل من لندن عبر الهاتف . وقدم المسرحي محمد سني دفع الله "نلوجا" بمشاركة ودرملية وطارق وكتبه السينمائي د. عبد الرحمن نجدي ويحكي مسيرة الراحل . وقال المهندس معتصم الطاهر ، في مستهل الاحتفالية " خاض الخاتم باكرا في حقل العمل العام ، يسنده ذكاء وقاد ينمو يوما بعد يوم ، كأنه مسافر في الزمن بمركبة تتوافر فيها كل قدرات الاستبصار العلمية المحفزة على ضخ الجديد في عروق ومفاصل الأفكار لتلاقح مع الواقع المعقد ، تفعل فعلها خلف الأشياء . . وتمنى الطاهر " تبني مشروع الخاتم عدلان للتنوير وتوفير كل أسباب النجاح له حتى يرى النور ، بذلك نكون خلدنا اسم الشهيد الخاتم بين الخالدين من عظماء شعبنا وجعلنا من تراثه الفكري احد المصابيح التي تضئ الطريق للأجيال القادمة التي نأمل وان نتمكن من بناء سودان حر يسع الجميع ويسعد شعبه " .. وولد محمد الهادي احمد رجب ، والذي عرف بالخاتم عدلان ، حاملا اسم جده لامه ، عام 1948 ، وغيبه الموت 24 ابريل 2005 بلندن . وله ولدان حسام واحمد.
الصديق والإنسان
تحدث الأستاذ جعفر عباس ، والصحافي بقناة الجزيرة ، عن الخاتم ، الصديق ، الإنسان ، وجاءت شهادته مؤثرة ورسمت صورة من قريب لإنسان بسيط مسكون بانسانية ابن البلد ، وفيه بذرة الخير وهنا يتحدث جعفر بلسان الخاتم " أنا قروي ، من دكت الجعليين ، من قرى المناقل ، البس العراقي والسروال مع أهلي ، واعمل مع أبي في الحواشة ، ويحلف هو أن ارجع لان النهار راح ، وأصر على الرجوع سويا رجلا برجل ، ادخل على أهل بيتنا في العيد ، ادخل بيوت البجا التي لا يدخلها الجعليون ، وادخل بيوت الكمبو التي لا يدخلها البجا ، وآكل هناك واشرب ، واصطحب إخوتي الصغار في مسيرة تستمر عدة ساعات ليسلموا على خالاتهم وعماتهم ويتسللون م الواحد اثر الواحد لمواعيد أكثر إغراء يكونوا قد ضربوها بليل ، وانهي الجولة وحدي ، ولكن لا اترك بيتا لا ادخله " وتابع "كان الخاتم جزءا من العائلة التي وفرت له مكان للاختفاء وهو يواجه بطش السلطات الأمنية لحكومتين عسكريتين ، ورغم كل ذالك كان مرحا ، ولا تفارق الدعابة مجلسه ، ولم يتخرج في جامعة الخرطوم إلا بعد سنوات لأنه كان مطاردا ، ورغم ذلك نال مرتبة الشرف الثانية ، وحال موقفه السياسي من تعيينه معيدا،. ويكشف عباس ، أن تسلم رسالة الخاتم عام 1991 عن خروجه من الحزب الشيوعي ، وجاء فيها " استغليت فرصة الاختفاء ، وتصالحت مع ضميري الفلسفي " وهنا عرف عباس ان تلك العبارة كانت شفرة مفارقة الحزب الشيوعي وانه لم يعد مقتنعا بالماركسية ، ولذا عندما نعاه الشيوعيون ، حفظوا له خروجه ، وموقفه ، إذ قالوا " لم يخن ، ولم يبع أسرار الحزب".
استعراض الكتاب
واستعرض الدكتور الفاضل بشرى كتاب الراحل "ما المنفى ...وما هو الوطن؟" من خلال ورقة قدمها التشكيلي عماد عبد الله جاء فيها " صدر الكتاب عن مركز الخاتم عدلان للاستنارة ومنشورات مدارك بعنوان (ما المنفى.. وما هو الوطن؟ ) في باكورة أعمال هاتين المؤسستين معاً . وهو مجموعة مقالات مختارة قدم لها الدكتور الباقر العفيف كما سرد جانباً من حياة ونضال ومكابدة الخاتم الدكتور، و فيها أيضا نقرا كلمات الخاتم الوضيئات "اشهدوا مني ..وانشروا عني .. أني عشت حياتي كلها أنشر الاستنارة وأحارب الخرافة ولو تبقى من عمري يومين أو ساعتين أو دقيقتين وأنا قادر لنشرت فيهما الاستنارة" في هذا الكتاب وعن الفيلسوف ابن رشد نطالع ما خطه قلم الخاتم الرصين من أن هذا الفيلسوف أعلى من شأن العقل ومكانته ورفعه على ما عداه واهتدى بنوره في كل مساعيه وشق به المجاهل في جرأة ونفاذ بصيرة فهل ترى كان الخاتم يتحدث عن شخص آخر غير نفسه؟إن أولئك الأفذاذ الذين ظللت تحدثنا عنهم يا خاتم من مفكرين وغيرهم , وضعوا الحقيقة والوطن في حدقات عيونهم , فأنت منهم دون شك , تسير في مقدمة صفوفهم , أولئك المتعبون المتعبين للطغاة المفندين لخطرفات كل من يحتفي بالظلام. حفل الكتاب الأول هذا بمقالات للخاتم, وعرض كتب ومقابلات أجريت معه, وشملت الأجزاء المختلفة للكتاب كل الجوانب التي انشغل بها الخاتم في حياته: الفكر والسياسة والكتابة الإبداعية.فيه نجد نقداً لخطاب الاسلامويين وكاهنهم الأكبر , وفيه نطالع تحليل الخاتم المفحم في مقاله المعنون "بين عبد الله على إبراهيم والأستاذ الشهيد عبد الخالق محجوب " و ذلك ضمن مقالات أخرى عديدة.وأعتقد أن هذا السفر الأول يقدم فكرة طيبة عن قلم وعقل الخاتم عدلان الذي امتاز بخاصية فريدة هي النفاذ أولا إلى جوهر الأشياء.صدر هذا الكتاب عام 2006م في الذكرى السنوية الأولى لرحيله" .
سياسي ومفكر
وقال الأستاذ محمد سليمان ، في ورقة بعنوان الخاتم عدلان : السياسي .. المفكر .. الإنسان " لا زلت اذكر صورة الخاتم ، طالب الفلسفة النابه ، وهو منغمس في مناقشات وحوارات طويلة مع أصدقائه وزملائه ، حول كوب شاي في الفناء الواقع أمام داخلية القانون ، يدحض مقولات فتجنشتاين أن "على الفلسفة أن تترك كل شئ كما كان عليه" لم يكن الخاتم ينطلق فقط من مقولات الماركسية النمطية ، بان دور الفلسفة ليس هو تفسير التاريخ وإنما تغييره ، بل عن وعي عميق بان النظرة التي تفصل بين النظر والعمل ، وبين الفكر والممارسة ، وتحول الجهد الفلسفي إلى نشاط نظري مجرد لا علاقة له بمصير الإنسان وتطلعاته ومصالحه ولا بالصراعات الاجتماعية ، بدعوى حياد الفلسفة أيدلوجيا ، إنما هي حقيقة الأمر نظرة أيدلوجية تهدف إلى كبح التغيير والحفاظ على الوضع الراهن وتكريسه . وهكذا ، حتى في تلك السنين الغضة ، لم تكن الفلسفة بالنسبة للخاتم نشاطا ذهنيا صرفا شغله التحليل المنطقي واللغوي ، يمارس في غرف الدرس والمحاضرات فقط ، وإنما عمل نضالي خلاق يسهم في امتلاكنا رؤية شاملة ومتماسكة للعالم ، نشاط مجاله البشر وتطور المجتمعات ، يمارس وسط الجماهير في الشوارع والساحات والفضاء العام ، ويهدف ليس فقط إلى فهم العالم وإنما أيضا إلى تغيير الواقع . تلك الرؤية الشاملة المتماسكة ظلت هي العلامة المميزة لمسيرة الخاتم ، الرؤية الشاملة المتماسكة التي تنتظم الخاص والعام في حياة الخاتم و التي تنسج لحمة الفكر بسداة السياسة. كانت مواقف الخاتم السياسية صلبة ومتسقة لأنها كانت تستند دائما إلى مثل ذلك التحليل العميق النافذ والكاشف والمباشر . وكانت مهمة المفكر بالنسبة له هي فتح الأفاق أمام تحسين حياة البشر وخدمة الناس وتلبية احتياجاتهم. كان يرى أن الفساد الجوهري في الممارسة السياسية في السودان لا يتمثل فقط في هزيمة المشاريع الفكرية والسياسية للقوى السياسية الرئيسية وإنما في الوهن بل الخواء الأخلاقي الفظيع لزعماء القوى السياسية . ولان السياسة ذبحت على أعتاب القداسة في السودان فقد ظل سؤال القداسة في تجلياته المختلفة يشكل هاجسا قويا ومستمرا عند الخاتم ، ولم يكف عن فضح القداسة السياسية .وناضل الخاتم في مضمار السياسة السودانية مستخدما ذات أسلحته التي ساهم بها في مجال الفكر ، العقل والعقلانية والمنهج العلمي والموضوعية والاستقامة والأمانة والوضوح وقد أدرك الخاتم ، بعد كدح شاق ومؤلم وعذاب وخسارات واعتقالات وسنوات المطاردة والاختفاء، إن ممارسة السياسة بأدوات الفكر لم يكتب لها النجاح الذي تستحقه بما امتلكه من محتوى وغنى وأدرك من واقع تجربة الحركة السياسية الصغيرة التي أنشأها وظل على قيادتها حتى رحيله .كانت ممارسته السياسة قائمة على العقل والعلم والشفافية والمسئولية والوضوح والاستقامة والتجرد وستظل غريبة على مناخ السياسة السودانية في المستقبل المنظور وان التربة السياسية تحتاج إلى إصلاح وحرث عميق قبل أن تتهيأ لممارسة سياسية جديدة. لقد ظل الخاتم طيلة حياته مدافعا أمينا عن دور العقل المتجاوز للواقع المستشرف للتغيير، وفي ذلك كانت الوحدة العضوية للمفكر والسياسي.
مركز الاستنارة
رندا حاتم قرأت مقاطع من قصيدة "يا صديقي" للشاعر عبد الله محمد عبد الله وقدمت رؤية مركز الخاتم عدلان للاستنارة والتنمية البشرية حيث يعمل المركز لتحقيق السلام الاجتماعي والذي يتحقق على أساس هوية وطنية متعددة الإبعاد ورسالته تأصيل وتعزيز ونشر ثقافة السلام وتوطيد وترسيخ الديمقراطية والمركز منظمة غير ربحية تنتهج منهج الدراسة والبحث والنشاط العام وتزويد المجتمع بمختلف المهارات والأدوات الخاصة بالمشاركة والتفاعل بينها.البرامج :-برنامج السلام وحقوق الإنسان برنامج الإصلاح التربوي برنامج نافذة على إفريقيا
زوجة الخاتم
خاطبت الاحتفالية عبر الهاتف من لندن الأستاذة تيسير مصطفى، رفيقة درب الخاتم وقالت " ورغم ان المقام مقام حزن إلا ان هذه المناسبة ليست لاجترار الحزن فاسمحوا لي هنا بالتعبير عن فرحي وأنا أشاهد احتفاء الناس بأفكار الخاتم وأن تجد أعماله الحفاوة التي تستحق .وبصدور الكتاب يتحقق جزء يسير من أحلام الخاتم وانه ليحز في نفسي ان يحدث ذلك وهو ليس بيننا..لكن عزاؤنا أن أفكاره تنشر وذكراه تخلد. وفي الحقيقة لولا تضافر جهود عديدة ما كان للكتاب أن يرى النور و الكتاب" ما المنفى وما هو الوطن" هو عنوان المقالة الأولى عن "أبي الوليد ابن رشد" ذلك المفكر العالم الفيلسوف والذي أحبه الخاتم واحتفى به. فهناك أوجه شبه عديدة بين ابن رشد والخاتم فكلاهما أعلي من شأن العقل..فبذل لهما العقل من كنوزه و لم يبخل العقل عليهما بكنوزه..وضنت بلادهما عليهما حتى بالمأوى..ناهيك عن منح كنوزها.
باقان والعفيف
كما شارك الأستاذ باقان اموم ، الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان ، بكلمة عبر الهاتف من الخرطوم قائلا " و صديق حميم ، التقينا في النضال من اجل الديمقراطية ، من اجل السودان الجديد ، وبناء البلد احلم الذي عمل من اجله ويسع كل أبنائه ، وكان الخاتم مناضلا جسورا يقضي كل كل حياته من اجل ذلك الحلم الذي راود كل السودانيين ، خاصة المهمشين في بلادنا، وعندما نتحدث عن الخاتم وكتابه وإسهاماته تمر بلادنا بمرحلة عصيبة والسودان الآن أحوج لأمثاله من إي وقت مضى ، ولدوره مكانة في قلوبنا ، كان صديقا لنا أيام النضال ، وصديقا لقائدنا الدكتور جون قرنق ، ذهب الاثنان ، ونحن الآن نواجه صعوبات حقيقية ، مستقبل السودان في وضع غير معروف ، وفي مفترق طرق ، يكون أو لا يكون ، كانت إسهامات قرنق والخاتم النضالية من اجل تحقيق السودان الجديد ، وكان معنيين بالنضال من اجل ذلك ، السودان الجديد مثل لكل الديمقراطيين ، ويضئ الطرق ، وهو مشروع النهضة الوطنية الشاملة ، واستعادة الديمقراطية. وقال الدكتور الباقر عفيف ، مدير مركز الخاتم للاستنارة والتنمية البشرية بكلمة عب الهاتف من الولايات المتحدة ، "انحاز الخاتم للضعفاء بفكر عظيم انتظم سلوكه اليومي ، وكان متفانيا ، ولحديث عنه فيه متعة ، وكان فقده عظيما ، وترك فراغا سياسيا وفكريا ، سيظل لفترة طويلة ، رافقته لحظة بلحظة ، أثناء مرضه ، وهو يحتضر ، وهو يموت .
هالة عبد الحليم
وقالت الأستاذة هالة عبد الحليم ، رئيسة حركة حق ، عبر الهاتف من الخرطوم ، شهادتنا مجروحة ، فالخاتم كان نموذجا للمثقف الشامل ، تجسدت فيه المعرفة والاستقامة ، والموقف الأخلاقي ، مناصرا لقضايا الحق ، وكان مفكرا وأكاديميا عفيفا ، فكره مائدة عامرة ، كتاباته كشفت عن تنبؤات ، وحملت إشارات عميقة ، مما يجعله خالدا وباقيا فينا ، كان نصيرا للمرأة وحطم الصورة النمطية للمرأة ، وانأ فخورة بالانتماء إلى منظومة فكرية أنشأها الخاتم واحتل موقعا كان يشغله .
هناك تعليق واحد:
bape
kobe shoes
100% real jordans for cheap
golden goose
lebron shoes
westbrook shoes
nike dunks
hermes online
moncler jackets
yeezys
إرسال تعليق